لم يكن خطاب جلالة الملك في موتمر الرياض خطابا عاديا، بل كان زاخرا بالمعاني والرسائل الى العالم اجمع والى المؤتمرين وشعوبهم وهو الخبير القريب من قضية فلسطين وشعبها والحامل للقضية الفلسطينية ومعاناة أبنائها منذ تسلمه سلطاته الدستورية.
ومنذ اليوم الأول من العداون الاسرائيلي الغاشم على غزة وجلالته في لقاءات مع رؤساء العالم وأشقائه قادة الدول العربية وعلى يمينه سمو ولي العهد الامين وهو يؤكد على ضرورة وقف اطلاق النار كما اكد ذلك بخطابه التاريخي في قمة القاهرة.
وكان قرار سحب السفير الأردني من إسرائيل وطرد السفير الاسرائيلي من الاردن ومواصلة دعم وصمود الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة بكل ما يلزم وكسر الحصار بإرسال طائرة محملة بالمواد الطبية والتموينية الى المستشفى الميداني في غزة تأكيدا على هذا الموقف.
واليوم يؤكد جلالته وأمام قمة الرياض بضرورة وقف إطلاق النار فوراً، محذرا من ان المنطقة قد تصل الى صدام كبير يدفع ثمنه الأبرياء وما يتم اليوم من قتل وتدمير لم يبدأ قبل شهر بل هو امتداد لأكثر من سبعين عاما سادت بها عقلية القلعة وجدران العزل وما يدور في غزة اليوم هو مواصلة نفس النهج في القتل والتدمير للمساجد والكنائس والمستشفيات وقتل الأطفال والنساء والشيوخ حتى تصبح غير قابلة للحياة ليجبر اهلها على هجرها، ويعزي جلالته كل ذلك سببه فشل المجتمع الدولي في انصاف شعب فلسطين بإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف مؤكدا بأننا لا نقبل السكوت عما يواجهه شعب غزة من اوضاع كارثية يمارسها الاحتلال في حربه المجنونة والتي تشكل جريمة حرب .
وسيواصل الاردن بالقيام بواجباته في إرسال المساعدات للاشقاء الفلسطينين، كما أكد جلالته على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن غزة والذي اعتبره انتصارا للقيم الإنسانية وانحيازا للحق في الحياة واجماعا عالميا برفض الحرب، حيث كان لجلالة الملك والدول العربية دور كبير في هاذا الجانب مؤكدا على البناء عليه لوقف الحرب والتهجير والبدء بعملية للسلام للوصول الى دولة فلسطينية على الأراضي الفلسطينية وعاصمتها القدس يتمتع اهلها بكامل حقوقهم بالحرية والكرامة.
كما أكد جلالته على قيم الديانات السماوية وقيمنا الإنسانية المشتركة والتي تتجنب قتل المدنيين التي تمثلت أمام العالم خلال الاسابيع الماضيه من قتل وتدمير مارسها بوحشية جيش الاحتلال الاسرائيلي، وكما أكد جلالته بأننا لن نقبل ان تتحول قضيتنا بؤرة تشعل صراع الاديان .
وختم جلالته بأن العالم اجمع سيدفع ثمن الفشل في حل القضية الفلسطينية وبمعالجة المشكلة من جذورها ..
إن هاذا موقف الصريح الواضح والجريء لجلالته ولطالما أكده وحمله في كل لقاءاته الدولية ليس جديدا، بل هو ارث حمله الهاشميون على مدى التاريخ واليوم يواصل جلالته حمل هذه الامانة بكل شجاعة وقوة واقتدار محملا بكل معاني الشرف والبطولة لمواقف الاردن الثابت والداعم لقضايا الامة العربية عامة والشعب الفلسطيني خاصة..
* نادر الظهيرات/ وزير البلديات الاسبق