facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




تضخيم هدف الشفاء !!


محمد حسن التل
11-11-2023 06:51 PM

تكتيكيا على الأرض لم يستطع جيش الإرهاب الإسرائيلي إحراز أي انتصار عسكري في غزة يقدمه للجمهور الإسرائيلي ، فاصطنع لمعركته هدفا معنويا حين ضخم حصاره لمجمع الشفاء الطبي المزدحم بالأطفال والنساء والجرحى وآلاف الجثث ليقدم إنجازا واهما حيث تكتمل جريمته بحق هذا المشفى والادعاء أنه انتصر على حماس وباقي فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة ، وهذا سلوك وتفكير يشير إلى إفلاس هذا الجيش الذي لم يستطع منذ أكثر من شهر من القصف المجنون إلا تدمير البيوت على ساكنيها ، والمستشفيات التي من المفروض أن تحميها كل القوانين الدولية !!

الجيش الإسرائيلي حتى اليوم لم يستطع تحقيق أي إنجاز كما أشرت على أرض المعركة ، وقد دخل في ساحة وحل كبيرة لن يستطيع الخروج منها إلا بخسارة لم يعرفها تاريخه ، وارتكب أكبر خطأ حين دخل غزة برا ، وقد جعله غروره وصلفه أن يضرب بعرض الحائط نصائح حلفائه في العالم ألا يدخل بعملية برية لأنهم كانوا يدركون خطورة هذا الدخول حيث سيواجه حربا شرسه تتحاشاها كل جيوش العالم ، وهو ما يحصل الآن ، حيث لا يجد ما يفعله سوى قتل الغزيين بالآلاف وتدمير ركائز حياتهم بشكل شامل .

حرب غزة أظهرت العقيدة الحقيقية التي قامت عليها إسرائيل ، وهي عقيدة قتل وتدمير وهذا يزيد القناعة أن إسرائيل لم تؤمن يوما بالسلام مع الفلسطينيين والعرب ، وكانت طوال العقود الماضية تلعب على الوقت لترسيخ احتلالها للضفة الغربية التي وافق الفلسطينيون على إقامة دولة على ما نسبته ٢٢ % من مساحتها ، من جانب آخر أظهرت الحرب كم هو حجم الإنحياز الأعمى الذي تمارسه كثير من دول العالم ضد الحق الفلسطيني مقابل دعمها للمشروع الاسرائيلي في فلسطين وفي المنطقة كلها رغم آلاف التصريحات التي تطالب بإعطاء الفلسطينيين حقوقهم على أرضهم ، وبينت الحرب أن كل هذا ما كان إلا نفاق ومجاملة لا قيمة لها ، أما القوانين الدولية اتضح أنها لا تخص إسرائيل وأن الأخيرة غير خاضعة لها ، بل على العكس في كثير من الأحيان تكون هذه القوانين ملتوية لصالحها .

العدوان الإسرائيلي على غزة أشار بوضوح إلى الإختلال الكبير في موازين العدالة الدولية ومؤسساتها وأنها تقع تحت سيطرة دول بعينها تديرها وتوجهها حيث تشاء ، والموقف من حرب أوكرانيا مقابل الموقف من الحرب على غزة جاء ليرسخ هذه القناعة.

الغزيون اليوم يواجهون بشاعة النظام الدولي واختلال موازينه وانحيازه للجلاد ضد الضحية ، ويواجهون بموازاة ذلك إرهاب دولة لا تعرف معنى لقانون حرب أو احترام حياة وإنسانية ، لكن يجب ألا نتفاجأ فقيادة إسرائيل منذ أن قامت على أشلاء الفلسطينيين هم أنفسهم زعماء العصابات الصهيونية الإرهابية كالأرجون والهاغانا وشتير الذين قاموا بمجازر بشعة بحق الفلسطينيين لدفعهم للخروج من أراضيهم أمثال شامير وبيغن وبن غرويون وغير هؤلاء الإرهابيون ، واليوم يكمل أحفادعم وتلاميذهم الجريمة الممتدة لما يقارب قرن من الزمان.

لم يجد الإسرائيليون بآلتهم الحربية الهائلة في غزة إلا قتل الأطفال والنساء والرجال العزل واصطناع أهداف وهمية لإقناع الإسرائيليون بأنهم يحققون نصرا .
المعركة في غزة لا زالت غبارها تتعالى ومادامت المقاومة لا زالت تضرب في الجيش الإسرائيلي والعمق الاسرائيلي وخلف خطوط العدو أيضا تكون هي صاحبة اليد العليا في المعركة ولن يستطيع جيش الأرهاب الأسرائيلي تقديم أي انجازا الا القتل والدمار..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :