facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إسرائيل ليست دولة


محمد العامري
11-11-2023 12:17 PM

سؤال الدولة اليهودية برز كمعضلة متخيلة لمجموعة من اليهود، وكانت الإجابة تقودنا حول مواصفات الدولة المتعارف عليها في الأعراف والقوانين الدولية، فهل "إسرائيل" دولة؟ .

كل القوانين تشير بشكل واضح لتجيب على هذا التساؤل، نعم إسرائيل ليست دولة ولا ينطبق عليها مواصفات الدولة بكل الظروف الموضوعية التي وجدت من خلالها، فلم تكن موجودة في واقع الحياة السياسية كدولة، فقد تم اختراع دولة لهم على حساب شعب آخر.

برزت "إسرائيل" كنتاج الفكر الصهيوني المرفوض في أوروبا وامريكا، فأول من وضع التصور الأول للدولة الصهيونية هو هيرتزل قبل مؤتمر بازل بسنة واحدة تقريبا أي في العام 1896عبر كتاب ألفه هرتزل بعنوان "الدولة اليهودية" والذي يحدد رؤيته للدولة ومواردها وصولا لشكل العلم والنشيد القومي، وقد نُشر الكتاب باللغة الألمانية في فيينا ولايبزيغ، حيث أقيم المؤتمر الأول في التاسع والعشرين من آب عام 1897 في بازل-سويسرا بزعامة هرتزل. حيث اعتمد هرتزل في دولته المتخيلة على تمويل من أغنياء اليهود في العالم، وكانت مقترحات الأرض في بدايات الامر الأرجنتين أو أوغندا أو فلسطين.

فالفكرة التي قامت عليها الدولة الصهيونية تنتظم في سياق التعدي على أرض لا تمتلكها، أي أنها قامت على الفكرة الاحتلالية عبر طرد سكان الأرض الأصليين، فمنذ الهواجس الأولى والفكرة الصهيونية تقوم على منظومة مركبة من المؤامرات والعنف والقتل، فكانت فلسطين هي الخيار الأنسب، فقد أعلنت الصهيونية قيام كيانهم عبر مساعدة الانجليز في العام 1948 أي يوم النكبة، فالمتأمل بالمخيلة الصهيونية يدرك مباشرة بأن الدولة المزعومة نتاج مجموعة من العصابات المسلحة والقوى الاقتصادية اليهودية التي مارست منذ وجودها غير الشرعي على أرض فلسطين القتل والتنكيل وارتكاب المجازر، فهي صورة لدولة لا تمتلك مقومات الدولة كما نعرفها في الادبيات السياسية، دولة ليس لها أرض ولا حدود ولا مشتركات لشعبها ولا دستور مشفوعة بالأطماع التوسعية التي لا تحد.

فإسرائيل في جميع الأعراف الدولية وقوانينها ليست دولة بل معسكر إرهابي ضد الشعب الفلسطيني، لذلك فهي تمتلك زوالها في تفاصيل مؤسساتها العسكرية والسياسية وصولا إلى المركب الاجتماعي الذي هاجر على فلسطين من شتى أصقاع العالم حاملين ثقافات مختلفة لا رابط بينها، وإن مكافحة هذا الكيان الدموي، كفاح ضد الظلم والإرهاب وطموحاته التوسعية، ويرى هرتزل ان التقارب بين مصالح اليهود المختلفة لا يتم الا بتوسيع الاستيطان كي يستوعب الهجرات اليهودية من دول العالم، فما نلمسه الآن من تورم للمستوطنات الطارئة هو دليل واضح على تنفيذ التوسع والاحتلال الذي لا ينتهي عند حدود، فلم تشفع اتفاقيات السلام مع الكيان الصهيوني للعرب في الحد من الاستيطان والتوسع والاعتداء على الشعب العربي والفلسطيني على حد سواء.

فاليهود يدركون في قرارة أنفسهم بأن دولتهم المزعومة مصيرها الزوال حيث لم يبق أي احتلال في العالم مهما طالت مدته ولن يعيش طالما فعل المقاومة لم يزل يأخذ مسارات المستمرة من جيل لجيل، ومحاولات الدول الداعمة لدولتهم في اجتراح مشاريع مواربة منها على سبيل المثال صفقة القرن القائمة بالدرجة الأولى على الفكرة الاستعمارية الامبريالية الاقتصادية لم تنجح، بل بائت بالفشل ولاقت معارضة شديدة من الشارع العربي والرسمي كذلك، فهي صورة أخرى من محاولة الحصول على تنازلات جديدة من قبل العرب.
ونرى إلى ما يحدث الآن في غزة وفلسطين هو صورة أخرى لرفض وجود الكيان السرطاني الذي أوجده الغرب عنوة، فقد اهتز الكيان المحتل في السابع من أكتوبر والذي استدعى رعاة المشروع لإحضار بوارجهم وحاملات طائراتهم لترميم وجه الاحتلال الذي انكسر خلال ساعات.
وشعرنا للحظة بأننا أمام عرب عالمية متوقعة، فلم تشفع القوانين والمواثيق الدولية التي تنص على حقوق الانسان للفلسطينيين بل جوبه الفلسطيني بلوم كبير، حيث انقلب الامر عبر لوم الضحية وقلب الحقائق في الميديا من خلال الكذب الممنهج. يقول الفيلسوف مونتين بأنّه: "لو لم يكن للكذب - وللحقيقة بالمثل- سوى وجه واحد، فنحن إذًا بألف خير. لأنّنا حينها، سوف نحسب الحق ذلك النقيض لما يتفوّه به الكاذب، لكن الوجه الآخر، هو أنّ للحقيقة ألف وجه ومدى لا ينتهي".

فقد فشلنا كعرب في انتاج سرديتنا العادلة للعالم، مما أفسح المجال لسيادة السردية الكاذبة الأخرى، وتحملنا العبء الثقيل جراء السردية الكاذبة كنتيجة في العلاقات السياسية الدولية.

فتعدد أوجه الحقيقة في السياسة سمح للكذب بأن يصبح الحقيقة الأخرى، ويحقق سمات المدن الديستوبية وما تمثله من إرهاب وفساد للساسة والمجتمعات برمتها، إلى انهيار المجتمع البشري، ولهذا كان القدماء واعين جدًا لأهمية إدانة الكذب ونبذه، ويشير لودفيغ فيتغنشتاين، "بأنّ الكذب تلاعب بالألفاظ يقتضي دربة شأنه شأن غيره من المهارات العقلية"، نحن في هذا الظرف العالمي العصيب علينا أن نمتلك مهارات عالية لتوضيح صورة الكذب عبر الحقيقة وبوسائط عديدة، ولا نترك للسردية المعادية أن تأخذ حريتها في الانتشار، فكذبة الدولة اليهودية الذي اخترعها هرتزل في العام 1896 تحتاج منا إلى جهد كبير وموحّد، فإسرائيل ليست دولة طالما هي مصنفة ككيان محتل ليس له حدود والقائم على التهجير القسري والمذابح..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :