ما المطلوب من القمة العربية والإسلامية
فيصل تايه
11-11-2023 10:06 AM
تستضيف العاصمة السعودية الرياض هذا اليوم السبت قمة استثنائية مشتركة لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي مخصصة لبحث تصاعد الوضع في قطاع غزة مع ازدياد واتساع المجازر الوحشية والدموية ، والذي يتعرض فيها الشعب الفلسطيني إلى أبشع الانتهاكات ، في حرب غير مسبوقة بأدواتها وأطرافها ، حيث من المؤمل ان تخرج هذه القمه بموقف يرفع الضيم والظلم عن أبناء فلسطين وغزة ويعمل على وقف العدوان الصهيوني ، فهل سينتصر العرب والمسلمون لدماء أطفال غزة وشيوخهم ونسائهم؟!
هذه القمة تنعقد في ظل ظروف تستدعي الوقوف أمامها بمسؤولية تاريخية ، فنحن اليوم وبعد أكثر من شهر من المذابح والمجازر الصهيونية التي تتم برعاية غربية وفي ظل صمت دولي مطبق ، سيناقش العرب والمسلمون ما يجري للشعب العربي في فلسطين وغزة ، فمنذ أكثر من شهر أسقط خلالها الكيان الإسرائيلي أكثر من ٣٥ ألف طن من المتفجرات منها أسلحة محرمة دولية ، وبعد استشهاد أكثر من ستة آلاف طفل ، ناهيكم عن أولئك الذين لا يزالون تحت الأنقاض لعدم تمكن فرق الإنقاذ من أخراجهم ودفنهم لنقص في معدات الأنقاض ، وبعد استشهاد أكثر من ثلاثة آلاف امرأة هن زوجات وأمهات، حيث بلغ عدد الشهداء قرابة ١١ ألف شهيد وهناك ٣٠ ألف جريح ، وبعد دمار القطاع بمستشفياته ومراكزه الصحية وبنيته التحتية.
اليوم ، ماذا سيكون في جعبة قادة العرب والمسلمين وعلى ماذا سيتفقون؟ وهل بالمقدور إيقاف العدوان ، وفتح معبر رفح الذي يمثل الرئة الوحيدة التي تتنفس بها غزة، دون إبطاء ولا تأخير، وعلى قاعدة أن هذا المعبر هو معبر مشترك بين مصر وفلسطين بكل ما تحمله هذه القاعدة من دلالات تتصل بالسيادة والكرامة والنخوة العربية ، والتشديد على تقديم المساعدات الانسانية كافة، وبشكل عاجل، وبالقدر الكافي للحاجات الطبية والاغاثية المختلفة، والتوسع في العمليات المدنية لانتشال وانقاذ من هم تحت ركام المباني التي دمرتها “إسرائيل”، ومن ثم الاستعداد للمساهمة في إعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب الصهيو – غربية.
يجب ان نطالب اليوم بمحاكمة المجرمين الذين ارتكبوا المجازر بحق الشعب الفلسطيني منذ أكثر من شهر ، وأمام هول وبشاعة الجرائم الصهيونية وتصريحات قادة الصهاينة المستفزة ومعها التصريحات الغربية المؤيدة ؟ ، فما نريده ان نسمعه ونشاهده موقفاً عربياً وإسلامياً يعكس وحدة الهوية والانتماء ووحدة العقيدة ، فنحن كعرب كم يسعدنا هذا الجمع العربي الإسلامي في بلد رسول الله ، وكلنا أملنا أن تخرج هذه القمة بقرارات ترتقي لمستوى قدسية هذا البلد وتعاليم ديننا وبما تتطلبه وحدة الهوية والانتماء وقيم العروبة وأخلاقياتها وبما يتماهى مع وحدة الهوية والانتماء والمصير الواحد.
اننا ونحن نتحدث عن هول المأساه ، نطالب هذه القمة عدم الوقوف على حدث يوم ٧ أكتوبر ، بل يجب التركيز على ال٧٥ عاما من الاحتلال، والنظر للحدث بعين اسبابه الحقيقية ولا نتجاهل دوافعه ، وتاريخ الصراع العربي الإسرائيلي ، بل ويجب تعرية هذا العدو الإرهابي الذي تجاهل كل القوانين والتشريعات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن والأمم المتحدة ونذكر قادة العرب والمسلمين بقرار التقسيم الذي قبل به الكيان الصهيوني وحصل بقبوله علي الاعتراف الدولي عام ١٩٤٨ ، لكنه وبعد أن نال الاعتراف تنكر للقرار ولم يعمل به حتى اليوم .
ان المطلوب اليوم موقف عربي وإسلامي يصل الى مستوى الموقف الاردني المشرف ويتبناه بكل همة ومسؤولية ، موقف موحد يرتقي لمستوى التضحيات التي قدمها شعبنا العربي في فلسطين ، موقف يرتقي لمستوى الجرائم الصهيونية ، موقف موحد يرتقي لتضحيات أطفال ونساء وشيوخ فلسطين، ويتماهى مع بطولات ابناء فلسطين الأسطورية رغم المجازر التي يرتكبها العدو بحق المدنيين الأبرياء تعبيرا عن فشله وإخفاقاته في الميدان أمام ابناء فلسطين الصامدين للشهر الثاني أمام وحشية القوة الصهيونية وجيشها الذي أثبت للعالم أنه جيش مهزوم وفاشل ولهذا يحاول إرعاب ابناء غزة بارتكاب المجازر بحق الأطفال والنساء والمدنيين العزل ومحاصرتهم من الغذاء والدوا والماء والكهرباء في سابقة لم بقوم بها أحدا قبل الصهاينة عبر التاريخ.
وأخيراً ، فالمطلوب ، دعوة القادة العرب والمسلمين الى ردم الهوة المتزايدة بين الموقفين الرسمي والشعبي ، فالنظام العربي برمته والنظام الإسلامي أجمع يقف اليوم أمام تحد حقيقي، تحدي يتصل بوجودهم وبدورهم ومكانتهم وشرعيتهم.
والله ولي التوفيق ..
مع تحياتي