يومان في حياتي .. يومًا ويومٌ
د. مصطفى البرماوي
11-11-2023 07:52 AM
أما يومًا وليس يومٌ فهو اليوم الذي ضاعت به فلسطين وطأطأ كل العرب رؤوسهم بعد دخول الجيوش العربية أرض فلسطين لحمايتها من عصابات الهاجناه وإرادات الانتداب الذي منحهم أرضًا بعد أن قسمها كما وعدهم بلفور وطنًا قبل ذلك.
في هذا اليوم كانت القيادات السياسية العربية مختلفة متعددة الولاءات متنافرة الارادات تخضع لأوامر مفروضة عليهم ، وجيوش ضعيفة بعضها بقيادات أجنبية وأوامر مقررة سلفًا، وبعضها ليس لديه أسلحة وسلّح بأسلحة فاسدة، كانت الجيوش متمردة على قياداتها استبسل رجال الجيش العربي وخاضوا المعارك وانتصروا في باب الواد وحرروا القدس وتمركزوا في أرض واسعة.
أما ابناء الجيش العراقي تمردوا على كلمة "ماكو أوامر" فصنعوا الاوامر واحتلوا المثلث.
لكن جيش أكبر دولة عربية ضاع في متاهة الاسلحة الفاسدة فتم محاصرة جمال عبد الناصر ورفاقه في الفلوجة التي هي قريبة من غزة .
وانتقامًا من ذلك اليوم الذي أبكانا وأحزننا فقد صنع ابناء الجيل الثالث النصر بعد ٧٥ عامًا.
صنعوا " يومٌ" انتقامًا من "يومًا" ٧ اكتوبر رفعنا رؤوسنا شعرنا بالعزة ، كسرنا شوكة المعتدي ، وتمرد الابطال على القرارات السياسية وصنعوا للأمة العربية دستورًا جديدًا بتضحيات نرفع رأسنا ونحن نقدمها.
هذان اليومان في حياتي يومٌ أشعر به أنني أنتمي لهذه الأمة، أما اليوم الآخر الذي أبكانا فلقد صنع رجالًا قاموا بواجبهم وربّوا اجيالًا سيكون بيدها مستقبل فلسطين ووحدة الأمة العربية.
* الدكتور مصطفى البرماوي / أمين سر حزب البعث العربي الاشتراكي الأردني منذ عام 1977—1983.