هل تدرك مفوضية العقبة خطر السير المتنامي في المدينة؟
أ.د. محمد الفرجات
09-11-2023 03:57 PM
مدينة العقبة التي تتميز بالهدوء ونوعا ما التخطيط الجيد لشوارعها، باتت تشهد اليوم وفي ظل تنامي عدد السكان أزمات مرورية في أوقات الذروة، إضافة لوجود ثغرات هندسية خطيرة جدا في بعض الشوارع، والتي قد تؤدي لحوادث لا تحمد عقباها لا قدر الله تعالى.
تاليا نذكر منها أمثلة، عل أن هنالك منها الكثير:
الطريق الممتد من إشارة التاسعة نزولا إلى دوار السلال، يعد ميدان سباق مفتوح، يتنافس فيه بعض الشباب من المتحمسين، دون وجود ما يضبط السرعة والتجاوز المربك الذي يؤدون فيه حركات بين السيارات.
في الطريق ذاته وحتى ترجع عائدا عبر (اليوتيرن) المتواجد في وسط الطريق على الجزيرة الوسطى، فإنك لن تجد بارك مناورة لتخفيف السرعة والإستعداد للإلتفاف (مسرب تخزين)، وبالتأكيد سوف تفاجيء السيارات التي خلفك وقد تتسبب بحادث قاتل لا قدر الله تعالى، وحتى لو إستعملت الغماز.
ما أن تصل نهاية هذا الطريق حتى تصل دوار السلال، فتجد أن لا شيء يحكم الأمور سوى الحظ والجرأة فقط، وإلا فإنك لن تقطع، وإن قطعت فيجب أن تسرع لكي تهرب من السيارات التي تعبر المسارب التي ستدخل الدوار بسرعة كذلك،،، مع العلم بأن الدوار كان ينظم حركته إشارات مرور أزالها مسؤول سابق بمكالمة هاتفية دون تقدير العواقب.
التقاطعات التي تشهد كثافة مرورية في منطقة الخامسة حكاية أخرى، فتنتظر طويلا لعل الحظ يقطع السير السريع جدا فتستطيع أن تعبر.
مخرج التاسعة الوحيد الذي يستعمله الآلاف أمره ليس جيد، فهل يعقل أن يبقى حي سكني كبير بمخرج واحد فقط؟، فهذا الطريق الواقع على أربع إشارات مرورية على مدخل العقبة الرئيسي، وعلى طريق وادي عربة والمطار وملاحات البوتاس، بحاجة لدراسة شاملة تضع له حلولا وبدائل هندسية عصرية، كما وأنه من الجيد بحث ربط منطقة التاسعة السكنية بمنطقة الخامسة، وبشكل مباشر.
ذروات المرور في الصباح وفي وقت خروج طلبة المدارس، وأوقات إنتهاء دوام الموظفين تحتاج نوعا من الرقابة المرورية، للحد من السرعة وتنظيم السير والإختناقات المرورية في بعض النقاط.
العقبة التي تشهد إهتمام سمو ولي العهد، وكي تبقي على مكانتها، وخاصة أمام مشروع التوسع شمالا وتوزيع الأراضي السكنية القادم، يجب أن تذهب لحلول النقل العصري الحديث، فطبوغرافيتها تسمح لذلك، خاصة وكونها حاضنة سكانية وحاضنة سياحية وإستثمارية ومنطقة إقتصادية خاصة، فعليها أن تنافس، أما وإن بقينا على الوضع التقليدي، فستغلق مستقبلا السيارات الشوارع بأزمات وإختناقات مرورية لن نجد لها حلولا حينئذ، ناهيكم عما تحدثه من ضجيج وتلوث وسلبا لحقوق المشاة، فضلا عن أن ذلك يعيق وقد يعطل الحركة التجارية في الأسواق، وسط المدينة في عمان مثال.