هل سيتم تهجير اهل غزة بمفهوم جديد؟!
محمود الدباس - ابو الليث
09-11-2023 03:35 PM
في حقيقة الامر وعلى لسان اكثر من مسؤول في الكيان الغاصب.. ومنذ زمن بعيد.. انهم تمنوا لو يفيقون من نومهم.. ويكون البحر قد ابتلع غزة.. وانتهى ازعاجها..
كما يعلم الجميع.. ان الكثير من سكانها هم بالاصل لاجئين من مناطق فلسطينية عدة.. وان الكثافة السكانية هي الاعلى على مستوى العالم.. وبالتالي نسبة البطالة في المراحل الخطرة قياسيا.. ولذلك تجد الكثير من ابنائها يعملون في مناطق الكيان الاسرائيلي بتصاريح مؤقتة.. ولا يستطيع غالبية اهل غزة المغادرة لعدم امتلاكهم جوازات سفر معترف بها.. وبالتالي تشكل ادارة غزة حملا ثقيلا على اي جهة تتسلم ملفها..
السيناريوهات المطروحة للوضع في غزة بعد انتهاء معركة طوفان الاقصى.. معظمها موجود على الطاولة.. ويستطيع الغالبية التوقع بها.. ولكن امر الله هو النافذ.. وما نحن الا متوقعون بناءا على ما نسمع ونشاهد.. ونضع تصورنا الاقرب للمنطق والتحقيق.. لعلنا ندرك ما يفكر به عدونا فنحتاط له..
من حيث المبدأ العنجهي والعسكري الذي هو سمة جيش الاحتلال وقادته.. فإن هذه المعركة بالنسبة لهم.. وللقوى الداعمة لهم.. ليست كسابقاتها من معارك او مناوشات.. وانما هي معركة اللاعودة الا بالنصر وتحقيق الدمار الكلي في بنية حماس.. وبالشكل الذي يريدونه.. حتى لا تقوم لهم قائمة..
ويظهر هذا جليا لا لبس فيه من خلال تزويد حلفائه لهم بالقنابل الذكية والارتجاجية التي تستهدف التحصينات.. وكذلك وصول القوات الخاصة.. والتي تتعامل مع الانفاق والكهوف من خلال ارسال كلاب مدربة للوصول الى البشر.. ومن ثم تفجيرها كحيوانات انتحارية..
كل هذا يقودنا الى ما سيكون عليه شكل غزة المطقة المزعجة للكيان الغاصب.. بعد حرب الابادة هذه.. والسيناريوهات متعددة ويتحدث بها الكثيرون كما اسلفت..
ولكنني هنا سأركز على سيناريو واحد.. يجمع بين التعاطف العربي والاسلامي تجاه ما يعانيه اهلنا في غزة.. وبين اصرار اهل غزة والاردن ومصر على عدم التهجير.. وفوق كل ذلك ما يريده الغاصب من الخلاص من غزة واهلها..
هناك عدة معابر تربط القطاع بباقي الاراضي الفلسطينية المحتلة.. ويتم من خلالها ادخال متطلبات الحياة لذلك السجن الكبير.. ويخرج من بعضها العمال الغزييون للعمل في مناطق الكيان المحتل.. وحسب تقرير الكيان المحتل.. فان ما يقومون به عبر المعابر لا يؤتي نفعا لهم..
اضافة الى المخاوف من العمال الغزيين.. وما يمكنهم عمله داخل فلسطين المحتلة.. وبالتالي بدأ الكيان الغاصب بالعمل على استقطاب اكثر من مئة الف عامل هندي للعمل بدلا من الغزيين..
قبل فترة طرح ارييه درعي مشروعه لحل امر غزة بعد القضاء على المقاومة.. والذي يستبدل فيه مفهوم التهجير المتعارف عليه بالابعاد عن الارض.. الى تهجير افتراضي على الورق.. ويتمثل في ربط غزة بمصر.. اكان بموافقة مصر او عدمه.. وذلك من خلال اغلاق كافة المعابر والحدود مع غزة.. وابقاء معبر رفح هو الوحيد العامل بعد سحب قوات الاحتلال منه..
وبهذا الفعل.. يصبح لزاما على مصر التعامل مع هذه الكتلة البشرية واحتياجاتها بالشكل الانساني المناسب.. وعليها ان تتحمل كافة التبعات.. وذلك من باب ان اهل غزة هم اهلنا.. والفزعة لهم هي واجب.. وعلينا ابقائهم على ارضهم التي لا يريدها الكيان الغاصب بشكل كامل.. وانما يريد فقط ما يقرب من 5 الى 10 كم كشريط ومنطقة جرداء عازلة.. والذي بدأ بالعمل على تحضيرها منذ اليوم الاول للعدوان.. فاصبح هناك شريط بعرض حوالي 4 كم خاليا من معالم البنيان والحياة..
من خلال ما تقدم من تحليل.. اجد لزاما على امتنا العربية التنبه والتيقظ لكل سيناريو.. ومعرفة تبعاته.. وكيفية التعامل الامثل معه.. ولا ان نُبقي رؤوسنا في الرمل الى حين فرض الامر واقعا علينا..