facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"الإنزال" والواقعية السياسية الأردنية


عبدالحكيم الهندي
07-11-2023 08:00 AM

اللافت هذه المرة أن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، هو من أعلن شخصياً عبر حسابه عبر منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، عن الخطوة الأردنية التي كانت مفاجأة للعالم اجمع وبكل المقاييس، بل أنها كانت مفاجأة من العيار الثقيل، فمن كان يتخيل أن تحلّق طائرة عسكرية أردنية فوق فلسطين المحتلة، وليس هذا فحسب، بل أن تصل الى غزة رغم القصف والصواريخ والقتال الذي يدور في السماء وعلى الأرض وفوق البحر، وتقوم بعملية إنزال للمساعدات الطبية للمستشفى العسكري الميداني هناك، في الوقت الذي عجزت فيه كل الدبلوماسيات، عن إدخال المساعدات الغذائية والدوائية، إلا بشق الأنفس، عبر معبر رفح وبمراقبة مشددة!..

واللافت أيضاً، أنه وبعد إعلان الملك، صدر بيان عن القوات المسلحة الأردنية يروي تفاصيل الإنزال، وهذا أعطى مؤشر مهم بأن تنسيق العملية كان على سوية عالية من الاحترافية الدبلوماسية التي قادها الملك، وبتنفيذ رفيع من الجيش العربي الأردني، وهنا تكمن "الواقعية" التي يمتاز بها الأردن في التعاطي مع كل مشهد يقف عنده، وفي الشأن الفلسطيني على وجه الخصوص، فإن الأردن لا يلتفت الى "الجعجعات" التي تتصارخ هنا وهناك، بل أنه يعمل برويةٍ، وبصمت، ويذهب الى الهدف مباشرة، وأما الهدف الأسمى في مشهد الدم والقتل والدمار الذي يعيشه أهل قطاع غزة منذ بدء العمليات العدوان الغاشم والوحشي على قطاع غزة ، فهو يتمثل بحاجة الناس الماسة للدواء والعلاج إثر القصف الوحشي اليومي الذي يهدم البيوت على رؤوس ساكنيها الآمنين، فالقطاع الطبي في غزة بات يستصرخ كل الضمائر الحية على وجه البسيطة لينقذوا ما يمكن إنقاذه، فالمستشفيات تعطلت أو على وشك أن تتعطل، هذا غير تعرضها للقصف من قبل القوات الصهيونية صباح مساء .

عمان، وكما العادة، هي الأقرب لتسمع صوت الأنين، ولكنها، وكما العادة أيضاً، غير معنية بالخطب الرنانة، ولا بتسجيل المواقف "الفارغة"، وليس من أهدافها أن يتسمّر الناس أمام شاشات التلفزة ليترقبوا مفاجآت تتحول إلى انتكاسات، بل أن العمل هو الأساس، وهو ما دأب عليه الأردن منذ تفجر العدوان على القطاع، فحين كان جلالة الملك عبدالله الثاني يخاطب العالم، فقد كان يخاطبهم بذات الواقعية، فلا مجال إلا للحقيقة التي تقول، وكما ذكرنا في أكثر من مرة، إن الظلم وغياب العدالة وازدواجية المعايير الدولية، هي الأسباب الحقيقية لتفجر العنف، وهي الدوامة التي لم ولن تنتهي ما دامت تلك العدالة "مُغيّبة" عن سبق إصرار وترصد.

في المحصلة، سجل الأردن أول خطوة عملية، وحقق بدبلوماسيته الواقعية، اختراقاً هاماً للحصار المفروض على قطاع غزة، بل وقام النشامى في سلاح الجو الأردني، بتنفيذ مهمة عسكرية باحترافية عالية، وأوصلوا الدواء إلى المستشفى الميداني، بإنزال مظلي توقف عنده كل صاحب اختصاص، وأما التساؤل "كيف جرى" و"لماذا الأردن"، فهذه أسئلة لن تغني عن الحقيقة الماثلة أمامنا بأن الأردن لبى نداء الأهل في غزة، وهو الواجب تجاه الأهل حسب ما قال جلالة الملك عبدالله الثاني في إعلانه عن تلك العملية النوعية التي ولا شك لن تكون الأخيرة، فهناك في جعبة الأردن الكثير مما سيقدمه للأهل على الأرض، وهو ما يتوازى مع المساعي الدؤوبة لوقف آلة الحرب الغاشمة، ومن ثم الالتفات الى تحقيق العدالة للفلسطينيين في حقهم بأرضهم وبدولتهم على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف، فهنا فقط، تتحقق العدالة.

* العين عبدالحكيم محمود الهندي .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :