facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




وضاعة الاحتلال


م. بسام ابو النصر
07-11-2023 07:51 AM

في الايام القليلة الماضية جلست الى جهاز التلفزيون وكنت اتابع ما يحصل في غزة والضفة الغربية، وكانت بعض القنوات تتابع بشكل مباشر ما تقوم به المستوطنة المحتلة لاهلنا في فلسطين، وما يقوم به طيران العدو المحتل باحياء غزة ومستشفياتها ومدارسها والاماكن التي يُفترض ان تكون امنة، بدعوى وجود المقاومين في هذه الاماكن، وتنتقل عدسات المصورين الى المتحدثين المقاومين والمحتلين، وكذلك بعض اعضاء الحكومات التي تدعم الكيان المحتل وعلى رأسها الولايات المحتلة التي تأخذ بالسردية الصهيونية، فليبرمان يناهض نتنياهو لأنه لا يطرد الفلسطينيين من شمال فلسطين وجنوبها، ويتباكى على جندي صهيوني نتيجة إطلاق صاروخ مضاد للدبابات، بينما طائرات تقصف بأمر من نتنياهو على مستشفى هنا ومدرسة هناك، والنتيجة مئات الجرحى والشهداء، نصفهم من الأطفال والنساء، ولن أتحدث عن قلة حياء مسؤولي هذه الدولة الوضيعة، ولا عن خروجها عن القيم الانسانية، لأن ما يتم بثه يكشف زيف قيم العدالة والحرية والديمقراطية التي يدعي بها هذا الكيان ومن يقف وراءه، وسبق ان كتبت وسبقني اخرون ان "إسرائيل" صنيعة الغرب والعالم " المتحضر"سيكون مقدمة لأُفولها واندثارها، حيث لا يعقل لكيان يدعي انه دولة يرتكب ١٠٠ مجزرة بحق أناس ابرياء، أمام العالم، وبشهادة مواطنيه ومناوئيه سيصمد أمام من سيعيش من أبناء غزة وفلسطين، وكل عربي ومسلم، فالكراهية التي يصنعها هذا الكيان ستنقلب عليه آجلًا أم عاجلًا، كيف لا والجميع يشاهد أشلاء الأطفال والنساء على شاشات التلفزة، أمام أعين مئات الملايين الذين ينددون بالجرائم الفظيعة التي جعلت من هذا العدو ورمًا خبيثًا على البشرية أن تجتثه من جذوره الى مزبلة التاريخ وخارج الإطار السيادي للدول والمجتمعات المتحضرة.

محتوى وضاعة هذا الكيان صارت عنوانًا عند كل الشرفاء من كتاب ومتابعين، ولكل الخيرين الذين يحاولون أن يظهروا جرائم المحتل ومجازره، ولا يعقل أن يبقى هذا الكيان حرًا طليقًا وبعيدًا عن مراقبة المنظمات التي تدعي حمايتها لحقوق الإنسان والطفل وحتى الحيوان، حيث صار على المجتمع الدولي ان يعمل كل ما بوسعه لأجل القيام بواجبه تجاه "هولوكست غزة" التي يديرها هذا الأحتلال بكل ما يحمل من وضاعة وخسة ودناءة لم يشهدها التاريخ منذ بدء الحضارة الانسانية، ولا حتى خلال العصور الحجرية، وهذا المحتل الوضيع الذي وصلت دناءته حدًا لا يمكن وصفه بمفردات اللغة الرصينة إلا أنه دنيء ووضيع ولا يجب السكوت عليه، وعلينا في العالم العربي أن نقف كثيرًا عند ما يقوم به هذا العدو ومن يقف وراءه، وأن نبتعد عن أي مناكفة بين الدول والمجموعات، ونقف صفًا واحدًا، لأننا جميعنا مستهدفون، فلا يعقل ان يقوم وزير غربي بالطلب رسميًا من هذا الكيان أن يقوم بردع أي مجموعة او دولة تحاول التصعيد، ما يعني أن هذا الكيان ما كان ليتبجح بهذه الخسة ضد أهلنا في غزة لولا الدعم اللا متناهي من هذا الغرب الذي كان سببًا لزرعه في منطقتنا، وسببًا في تجزئتنا وضد الوحدة التي كنا ننشدها منذ أمد بعيد، ولا يعني هذا الغرب الاف الشهداء الأبرياء التي تقتل يوميًا بالة الدمار الذي يساهم في صنعها، وما كان لهذا الكيان المحتل ان يكون منفلتًا لولا الة الدمار الذي يقدمها الغرب له. ولو كان هناك طفل واحد يقتل في مستوطنات هذا الكيان لفزع العالم ولأقام الدنيا ولم يقعدها، بينما يصم أذانه عما يحدث في جباليا وبيت لاهيا ونصيرات وكل مخيمات القطاع وأحياءه، ولا يعقل أن يكون القتيل الصهيوني اهم من هؤلاء الشهداء، كما قال جلالة الملك عبدالله الثاني بأن موتاهم لن يكونوا أغلى وأهم من موتانا، وأن الدم الصهيوني لن يكون أهم من دمنا.

إن وضاعة هذا الاحتلال ودناءة كل المتواطئين معه ستوثق وسيأتي زمن محاكمة كل الذين شاركوه هذه المجازر وعمليات القتل بشكل مباشر أو غير مباشر، ولن ينفع حينها الإعتذار، وستدفع أجيال قادمة ما قامت به أجيال حالية إن طال هذا اليوم أو قصر.

وعلينا أن نتعظ بوجوب الوحدة والتضامن، فالدم الذي يسيل في غزة يمكن أن يسيل في طنجة وبغداد وصنعاء ودمشق، وأن علينا أن نعتمد على أنفسنا، فالمال العربي متوفر لصناعة الردع، والإنسان العربي يفوق ما يتوفر لدى هذا المحتل بمئات المرات، والعربي لا يخنع أو يخون.

علينا ألا نترك غزة ترزح تحت قصف المحتل الوضيع الذي يقاتل ومعه دول عظمى لمدينة بلا حكم او حكومة ليثبت للعالم أنه انتصر.

ترويع الأطفال والنساء ليس نصرًا، ومحاولة الاستفراد بالامنين العُزّل ليست شجاعة ولا مشروع نصر، والمشروع الصهيوني مهما كبر داعموه لن ينجح مهما نجحت السردية الصهيونية التي تؤول الى فشلٍ كبير أمام العدسات ووسائل التواصل الاجتماعي، والتصريح الاخير للمجرم حميحاي الياهو وهو وزير في حكومة النازي "نتن ياهو" بالقاء قنبلة نووية على غزة، تظهر صورة وضاعتهم مهما كان هناك من معترضين على تصريحه، ولن يزيل صورة هذه الدولة المسخة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :