القمة يجب أن تكون قمة .. وإلا فلا !
شحاده أبو بقر
07-11-2023 12:11 AM
لا جدال في أن الشعوب العربية كلها تتجه أنظارها نحو قمة الأحد المقبل.
بعضها يأمل انتظار موقف رسمي عربي يلجم الإحتلال وأعوانه ويلزمهم بوقف جرائمهم في غزة البطلة، والإذعان هذه المرة لهاتف السلام القائم على قرارات مجلس الأمن الدولي.
وبعضها الآخر وللأسف، غير متفائل بالقمة، ويرى سلفا أن نتائجها لن تكون سوى شجب وإدانة واستنكار.
قمة القادة العرب هذه المرة، يجب أن تكون قمة بحجم دماء أطفال غزة وأهلها، وبحجم قضية فلسطين فعلا وقولا، وإلا فلا داعي لها إن لم يكن الأمر كذلك.
القيادات العليا العربية على المحك هذه المرة، ولا عذر من جانب الشعوب العربية ولا من أطفال فلسطين ونسائها وشيوخها، لأي غياب عن القمة.
الشعوب العربية وحتى الإسلامية، تنتظر من القمة الوشيكة موقفا عربيا موحدا صلبا يوقف المجازر بحق الشعب الفلسطيني، ويدعو لمؤتمر دولي مهمته تنفيذ قرارات الشرعية الدولية بشأن فلسطين، وأولها كنس الاحتلال الغاشم عن الأرض العربية المحتلة عام 1967، وقيام الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية.
إذا ما تمخضت القمة عن هذا وأكثر، فإن العلاقات الشعبية الرسمية العربية ستتوطد حتما، وإن حدث العكس، فإن العلاقات ستختل، وفي هذا خطر كبير جدا على الأقطار العربية كلها.
لا أدعي امتلاك المعلومات، لكنني على يقين من الأردن المرتبط وجدانيا وتاريخيا بالقضية، حتما لديه ما يقوله في هذا السياق، وهو الذي كان وما زال وعلى لسان جلالة الملك وحكومته والدولة بشقها الرسمي كلها، تحذر من انزلاق المنطقة كلها نحو الهاوية، إذا لم يتوقف العدوان الصهيوني، وإذا لم تقم دولة فلسطين الحرة على التراب الوطني الفلسطيني.
التاريخ لن يرحم أحدا، وحركة الشعوب ومشاعرها الملتهبة اليوم، لن ترحم أحدا كذلك.
وعليه، فالقمة مطالبة بموقف قيادي عربي مشرف واجب التنفيذ دوليا، وإلا فإن للعرب عندها موقف آخر مختلف يحاكي إرادة الشعوب الرافضة للإحتلال وللذل والهوان على الناس.
العدو الصهيوني وأعوانه الظلمة، لا بد وأن يقال لهم في قمة الأحد، أن الأمة ما زالت حية، وأن قادتها منسجمون مع إرادتها الحرة، وأن الصبر العربي والفلسطيني بالذات، قد نفذ، وأن مقاومة المحتل الغاصب حق، وأن جلاءه عن أرض العرب صار واجبا حتميا وفوريا إن كان يريد العيش بأمان في منطقتنا، وإلا فلا أمن ولا سلام لغاصب أيا كان.
قبل أن أغادر.. أتمنى ككل عربي، أن يصفق العرب جميعا لقادتهم الأحد المقبل، وأن يدرك كل طامح أو طامع بأرض العرب، أن عرب اليوم مختلفون عما مضى، فإما كرامة وحرية وانعتاق من الظلم والهيمنة، وإما فالموت أشرف الف مرة.
سأتفاءل دائما، وسأنظر إلى قمة الأحد من خلال دماء أطفال غزة في قبورهم، أو من هم ما زالوا تحت الانقاض بعد، وخطاياهم في أعناق قاتليهم ومن يدعمهم أيا كان على هذه الأرض. الله من أمام قصدي.
الرأي