اقصف .. اقتل .. دمر .. لن يحاسبك أحد
جهاد المنسي
06-11-2023 12:21 AM
اقصف مستشفيات ومدارس ومساجد وكنائس.. اقتل أطفالا ونساء وشيوخا وجرحى.. دمر بيوتا ومخيمات ومناطق إيواء.. فأنت أيها المستعمر الصهيوني لك رخصة وحق كامل بالقتل، منحك إياه غرب أعور، تحت يافطة حق الدفاع عن النفس، ولا أحد سيطالبك بالتوقف، فلك حق ممارسة إبادة جماعية، فالغرب منحك تفويضا لا ينتهي.. وواشنطن تدافع عنك وتبرر جرائمك.
لك الحق بإلقاء آلاف الأطنان من المتفجرات على منازل ومحوها عن وجه الأرض، وقتل مواطنين مسالمين وإبادتهم وشطبهم وعوائلهم من السجل المدني، لك الحق في استهداف صحفيين، فأولئك شهود على مجازرك ولك الحق بقتلهم جميعا حتى لا يبقى شاهد على الجريمة، لك الحق في قتل الجرحى كي لا يعودوا، وقتل الأطفال كي لا يكبروا، وقتل النساء كي لا يحملن من جديد، وقتل الشباب كي لا يقاوموا.
مهلا أيها القاتل البربري، فهيهات هيهات قتل الفكرة، هيهات نزع الحرية من النفوس، هيهات قتل الشجاعة والتصميم والعزيمة والإرادة والإيمان، هيهات قتل قوة شعب يرفض الموت إلا واقفا يتحدى بشموخه طائراتك، وبصموده دباباتك، وبثباته جيشك الذي يعجز عن المواجهة، هيهات ثم هيهات قتل صلابة أمّ شهداء قضوا جراء قنابلك الفسفورية، وقوة أخت عادت بعد أن ودعت أشقاء استشهدوا واقفين دفاعا عن قضية يؤمنون بعدالتها، وحرية لا يعرفها المستعمر الصهيوني ولا الغرب الدموي، ولم تسجل كتب التاريخ والجغرافيا مثيلا لها.
فيا أيها النازيون المستعمرون مهما قتلتم.. قصفتم.. أبدتم، لن تستطيعوا قتل شعلة مقاومة في نفس شعب حر، لن تستطيعوا إنهاء فكرة الجهاد من النفوس، لن تستطيعوا اقتلاع شعب من أرضه، فذاك زمان ومضى، فالتهجير كما تحلمون لن يتم، لأن في الأرض شعب يقصف بيته فينام عن أنقاضه، ففي غزة إرادة لا تعرفها واشنطن ولندن وباريس، إرادة تتوق لكنس المحتل من غزة والضفة الغربية وكل فلسطين، إرادة عليكم تعلمها ومعرفة كيف يكون الدفاع عن الأرض والوطن، أتذكرون زمنا سلمت به باريس واحتلت سماء لندن، وعجزت واشنطن فاستعانت بقنبلة نووية لإبادة شعب بأكمله.
أما أنتم أيها القادمون من أصقاع الأرض، لا وطن لكم في فلسطين، ومخطئ من أبلغكم أن الحق لن يعود لصاحبه، فالحق ولو طال زمنه سيعود، ولو بعد عشرات السنين، ومخطئ من أبلغكم أن الشعب الذي خرج من أرضه عام 1948، لن يعود إليها لو طال الزمن أو قصر، فالحق قادم وستخرجون.
فيا أيها المستعمرون القتلة، أيها القاتل، الذي منحك الغرب حق الإبادة الجماعية، وحق إشباع رغباتكم من دماء الفلسطينيين، وشرب نخبهم وأنتم عائدون في طائرتكم المحاربة، والاستماع لأغاني انتصار مزعوم.. انتصار على أطفال ونساء آمنين مسالمين، وتقفون عاجزين أمام مقاومين على الأرض.
يا أيها الغرب المريض نفسيا، المأزوم حد المرض من قصة محرقة قيل عنها إنها وقعت، وشكك آخرون فيها حد الرفض، ألم تشبعوا من رؤية الألم والوجع والدم الفلسطيني المسفوك، ما زلتم تمنحون القتلة حق الرد والدفاع عن النفس، ألا تشاهدون؟ ألا تناظرون حجم المجازر والإبادة الجماعية الذي يمارسه هذا الفاشست الصهيوني الاستعماري وتسوية مبان بالأرض، وإخراج مستشفيات عن الخدمة.
ستتوقف الحرب إن آجلا أو عاجلا، وسيخرج من يقول إن حجم القتل والدمار كبير والخسائر هائلة والشهداء كثر والمصابون لا يحصى عددهم، لأولئك نقول إن ثمن التحرير باهض، وإن من آثر الصمت عند الدمار والقتل ليس له الحق بالكلام لاحقا، وإن من دفع فاتورة الحرب الصهيونية على القطاع هم أنفسهم من يحتضن المقاومة والمجاهدين، فتلك المقاومة جاءت من نبت الأرض ومن ترابه، ومن حق أبناء الشعب الصامد الحصول على حريته واستقلاله.
الغد