العرب أقوى أمة على الكوكب .. ولكن!
شحاده أبو بقر
05-11-2023 12:15 AM
لم يخلق الله جل جلاله أمة أقوى من أمة العرب. جعل بلادهم مهوى أفئدة المؤمنين به سبحانه، إذ إختارها لرسالاته كافة، وآخرها رسالته للبشرية كلها، وهي الإسلام.
جعلهم أمة وسطا ليكونوا شهداء على الناس، وملأ باطن أرضهم بسلاح ليس كمثله سلاح قوة، وهو النفط، وبذلك جعل تعالى قدرات البشرية على الحركة والإنتاج، بأيدي العرب.
ملأ الله جل في علاه ظاهر أرضهم بالخيرات المطلوبة للحياة التي تكفيهم حتى قيام الساعة، وتفيض.
أعطاهم فصولا أربعة، فيها شمس وشتاء وخريف وربيع، خلافا لكثير من الأمم، وقدم لهم كتاب هداية فيه من القيم الربانية، ما يميزهم حياتيا عن سائر خلقه.
هذا قيض من فيض لا يحصى، مما أنعم الله به على أمة العرب، لكنهم ولسوء حظهم وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، غثاء كغثاء السيل، كل منهم يهتم بنفسه فقط، ناسيا، أو غافلا عما يحاك له وللامة كلها، من مؤامرات ومخططات صارت الأمة فيها كالفريسة، تتكالب عليها الأمم من كل حدب وصوب.
غرس المستعمرون في جسد هذه الأمة سرطانا هو الكيان الإسرائيلي، وسمحوا له بدعمهم ومساندتهم له بالمال وبالسلاح، أن يتفوق، وأن يتمدد وأن يذل الشعب الفلسطيني ويهجره في طول الكوكب وعرضه، وإحلال يهود الأرض مكانه.
مخططات المستعمرين الذين تقدم دولة واحدة منهم ١٠ مليون دولار يوميا لهذا الكيان، أبعد من ذلك بكثير، ولن ينجو منها قطر عربي في قادم الأيام.
هناك مشروعان يتصارعان تارة ويتوافقان تارة، على تقاسم النفوذ والهيمنة في عالم أمة الـ ٤٥٠ مليون عربي مسلم ومسيحي، هما المشروع الغربي وحربته الامامية الكيان الإسرائيلي، والمشروع الصفوي الفارسي.
المؤلم، أن كلا المشروعين يتقدمان تباعا، والعرب مختلفون يتفرجون، ولا حول لهم ولا قوة، والسبب فرقتهم غير المبررة، بينما المشروعان الطامعان ينجحان كل يوم.
اليوم، تناضل غزة ضد المشروع الصهيوني الغربي، وتدفع أثمانا باهظة جدا من دماء أهلها، والعرب غير الموحدين المتحدين المهددين جميعا بالتوسع الصهيوني، يناضل بعضهم سياسيا لوقف المجزرة المرعبة، ولكن دون جدوى، فالمطلوب، أن لا يبقى في الأمة مقاوم رافض للمشروع.
بأمانة، الأردن وحيدا هو من يدرك أبعاد المخطط الصهيوني، وهو ووحيدا أيضا، من يناضل وبكل ما يملك من وسائل، لوقف المذبحة الصهيونية بحق الأشقاء في غزة. وسائر فلسطين.
ولكن.. ماذا يملك الأردن أن يفعل وحيدا، في وقت يتهدده الخطر من جهات شتى، غير أن يسعى جاهدا لوقف العدوان وشرح عدالة الحق الفلسطيني، وحتمية أن تقوم الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية.
حذر الأردن العرب والمسلمين والعالم مليون مرة ومرة، من مغبة غض الطرف عن ضرورة التوصل إلى حل عادل لقضية فلسطين، وسعى جاهداً
وما زال لحماية المقدسات ورعايتها ومنع تهويدها.
دعم الأردن ومنذ عام ١٩٤٨ وقبله وبعده، الشعب الفلسطيني ولم يتردد، وخاض الحروب كلها، واستقبل موجات اللجوء كلها، وإرتبط بالقضية هدفا ومصيرا معا، ولم يوفر جهداً في الدفاع عنها بالمال والسلاح والشهداء، وكل ما أمكن.
بصراحة ما بعدها صراحة، إن لم تتوحد كلمة العرب وموقفهم وفعلهم إعتمادا على الله وما حباهم من قوة ونعم، فإن مصيرهم جميعا هو مزيد من الذل والهوان على الناس، وضياع الوجود والحضور بين الأمم.
الأردن الرسمي والشعبي لم ولن يتخلى عن قضية فلسطين حتى لو تخلى عنها كل العرب والمسلمين، وجرائم الكيان المضطرب اليوم في غزة، لن تمر مرور الكرام أبداً، وروح المقاومة لن تهزم، هذا ما يقوله التاريخ العالمي كله، والظلم لا يدوم مهما تجبر أهله، والتاريخ لم ولن يرحم احدا، والحياة الدنيا إلى نهاية حتمية، فمن عاشها بشرف الموقف فاز بالحسنيين دنيا وآخرة، ومن تهاون فذنبه على جنبه، وللعلم فقط، فسيسجل التاريخ، أنه كان سبباً
في هوان ومذلة أمة ولو لحقبة من التاريخ.
لو توحدت كلمة العرب وموقفهم مما يجرى في فلسطين، لفرضوا ما يريدون ولهابتهم أعتى قوى النفوذ والهيمنة والظلم وخضعت لإرادتهم. لكنهم ولسوء حظهم لا يفعلون، وليتهم يفعلون وحتى من دون حروب، وبمقدورهم ذلك فوراً.
حيا الله الشعب الفلسطيني الشقيق المناضل من أجل الحق لا الباطل، الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والمنكوبين بعون الله، وحيا الله المملكة الأردنية الهاشمية، وشعبها الوفي، وقيادتها الهاشمية الجليلة، وجيشها الباسل، وقوى أمنها الباسلة، ونصر من الله وفتح قريب بإذنه جل وعلا.. وهو من أمام قصدي.
الرأي