facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رسالة أردنية من إيطاليا


د. مالك القصاص
04-11-2023 03:12 PM

نحن أيضا لدينا مهمة في المهجر، حيث نعيش ونعمل ونحمل جنسيات تلك البلاد التي اندمجنا فيها وبتفاصيلها ومثل كل الناس نحمل في وجداننا أوطاننا الأصلية وثقافاتنا التي انطلقنا منها.

منذ بداية العدوان الوحشي على غزة، وأنا محمل بالحزن على ما انتهت إليه الأوضاع في القطاع اليتيم من أي سلطة وأي دعم. ولكنني أيضا كنت أحمل القلق على الأردن، وطني الأصلي.

كنت اتابع الأخبار الدموية وكذلك اتابع التحركات السياسية، وأتساءل منذ الساعات الأولى عن موقف العالم من عدوان لم يبدأ بعد السابع من أكتوبر، بل بدأ منذ كان الاحتلال يعاند في احتلاله، كان لا بد من تحرك عربي ما يوضح لأوروبا " حيث أعيش مثلا" حجم المعاناة وضخامة كلفة الاحتلال التي تتراكم مع الوقت.

تذكرت حديث جلالة الملك عبدالله الثاني المتواصل في عواصم أوروبا منذ سنوات طويلة، كان حديثه دوما مصدر فخر لي ولأقراني من الأردنيين المهاجرين، وكنا نحاول بمنطق جماعي أن نربط الأردن بقنوات غير رسمية مع دولنا. في إيطاليا أسسنا جمعية الصداقة الأردنية – الإيطالية. لم نؤسسها لغايات زيادت منسوب رسائل التهنئة والاستعراض الوطني في المناسبات الرسمية، كنا نهدف إلى فتح جسور إسناد للدولة الأردنية مع الدول التي هاجرنا إليها واستقبلتنا وقبلتنا. أرسلنا بهذا التأسيس الرسائل العديدة، لكن المسؤولين كانوا مشغولين عنا بأولويات أكثر أهمية فلم يتصل بنا أحد، والسفارات الأردنية في أوروبا ترفع العتب بالسؤال وإلقاء التحية أحيانا.

نحن مهاجرون أردنيون، اندمجنا في اوطاننا الجديدة وصارت لنا علاقاتنا المؤثرة في تلك الأنظمة الديمقراطية، ولنا معارفنا المؤثرون فيها، سياسيون وإعلاميون وصحفيون وفنانون.

في الأسبوع الأول للحرب العدوانية على غزة، توجه جلالة الملك إلى عواصم أوروبية، كان من بينها روما، حيث التقى رئيسة الوزراء فيها. ابتهجت للخبر وتابعت جلالة الملك وهو يحمل رسائل السلام من منطقة الحرب، ويحمل المنطق الإنساني معه إلى إيطاليا. جلالته يحبه الإيطاليون بالمجمل، وقبل أعوام قليلة كانوا يهدونه مصباح السلام اعترافا بحضوره كزعيم حقيقي يسعى لهذا السلام.

بعد زيارة جلالته التي ألقت أثرها فعلا في مواقف إيطاليا، التقيت على عشاء ودي وعائلي صديقا لجلالته من أبرز الصحفيين الإيطاليين، السيد أنتونيو فيراري والذي يكتب في صحف إيطالية مهمة ويكتب اليوم في موقع "كوريري تي في" مقالاته عن الشرق الأوسط.

حدثني الرجل بقلق واضح على المنطقة والإقليم بسبب تلك الحرب التي يرى أنها تتصاعد بوحشية وجنون غير مسبوقين.

انتقد الصحفي الخبير بتفاصيل وخفايا الشرق الأوسط حركة حماس، ومن وجهة نظره أنها حركة تخدم إسرائيل واليمين الإسرائيلي تحديدا.

وحينها أوضحت له كأحد وارثي ثقافة الإقليم ومصائبه وهزائمه وحروبه أن القصة لا تبدأ عند حماس ولا تنتهي عندها، هناك حكاية احتلال طويل، هو يمثل آخر حالة احتلال في العالم فعليا، إنهاء الاحتلال وإعطاء الشعب الفلسطيني حقه الطبيعي في تقرير مصيره هو الحل. وذكرته بخطابات جلالة الملك عبدالله الثاني وهو يعرفها جيدا بحكم صداقته الشخصية به، فوافقني الرجل مؤكدا أنه لا يشك بأن لحضوره الأخير في إيطاليا أثر كبير في تغيير موقف الحكومة الإيطالية التي تعاني أصلا في تحالفاتها الداخلية وقد لا تستمر.

الرجل نفسه قال لي أن أوروبا تحترم الملك عبدالله الثاني وتستمع له.

كان تعليقي : عليها ان تستمع أكثر، فقد كان جلالة الملك يحذر من وصول الصراع إلى النقطة الحرجة التي يعاني منها الجميع اليوم.
ربما، بعد تلك الحرب التي يجب أن تنتهي بوقف إطلاق نار وترتيب أوراق جديد يفضي إلى حلول نهائية سلمية، علينا ان نعيد ترتيب أوراقنا الأردنية أيضا والانتباه إلينا نحن الرصيد البشري الموجود في المهجر.

لدينا وظائفنا وأعمالنا المزدهرة، ولسنا بحاجة إلى وظائف سياسية لكننا في المحصلة قيمة مضافة وذخيرة إنسانية ومعرفية نقدم أنفسنا للأردن، بما هو أكثر من رسائل مجاملة على الواتس اب ووسائل التواصل الاجتماعي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :