طلب أمريكي بوقف العدوان الاسرائيلي!
د. عادل محمد القطاونة
04-11-2023 10:29 AM
مع وصول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى تل أبيب يوم أمس الجمعة، ولقاءه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، باتت الأعين تتجه الى اللقاء التاريخي الذي سوف يجمع بلينكن مع وزراء خارجية كل من (الأردن، السعودية، الإمارات، قطر، مصر، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية) اليوم السبت في العاصمة الأردنية عمان، حيث يرى مراقبون أن هذا اللقاء يعتبر بمثابة الفرصة الأخيرة في القدرة على إقناع الولايات المتحدة الأمريكية بضرورة وقف العدوان الاسرائيلي على غزة!
بعد ٢٧ يوماً من الحرب على غزة، بلغ عدد الشهداء حتى صباح بوم السبت الموافق الرابع من تشرين الثاني 2023 أكثر من 9234 شهيد منهم 3827 طفل و 2408 إمرأة، وارتفع عدد المصابين لأكثر من 27000 جريح، ليتساءل الكثيرون عن الرقم الذي ترغب الماكينة الاسرائيلية بالوصول اليه لوقف حربها على قطاع غزة، فالمتابع للضربات العسكرية يلمس بما لا يحمل الشك أن الطيران الاسرائيلي لا يميز بين مجمع سكني أو مستشفى مدني، ولا بين مدرسة أو مسجد، وأن القصف يهدف لإسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا بغض النظر عن العنوان أو الزمان في غزة!
في خضم هذه الأحداث، يرى الكثيرون أن الولايات المتحدة الأميركية هي الدولة الأكثر قدرةً على إقناع اسرائيل بوقف الحرب على غزة، فالعلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل علاقة قديمة ومتينة، والدعم العسكري والمالي يشكل علامة فارقة في قوة هذه العلاقة، حتى داخل أروقة المؤسسات الدولية الفاعلة كالأمم المتحدة وأجهزتها الرئيسية، بما فيها مجلس الأمن، وقفت أمريكا سداً منيعاً في وجه كل المحاولات العربية أو الدولية الهادفة إلى إنصاف الشعب الفلسطيني داخل مجلس الأمن، عبر استخدامها حق النقض (الفيتو) لإحباط مشاريع قرارات تدين إسرائيل، أو تطالبها بالانسحاب من الأراضي المحتلة؛ ويعود استخدام الولايات المتحدة للفيتو أول مرة إلى عام 1972، وذلك في مشروع قرار يتضمن شكوى بشأن عدوان اسرائيل على لبنان، ثم توالى استخدامها للفيتو لدعم إسرائيل على مدى عقود، حتى بلغ عدد مرات استخدام الفيتو الأميركي لصالح اسرائيل 46 مرة من عام 1972 حتى عام 2023.
ختامًا، يمكن القول على أن إجتماع يوم السبت سيشكل مفترقًا حقيقياً بين الدعوة الأمريكية لحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها والدعوة العربية في وقف العدوان الفوري على غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية دون أي قيود؛ وفي حق الشعب الفلسطيني بالعيش على دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 استناداً إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242.
سيكون لقاءً حاسماً في بيان مصداقية الولايات المتحدة الأمريكية كدولة راعية للسلام والأمن والأمان الدولي، ورافضة لقتل المدنيين وحاسمة في وقف كافة أشكال الحرب على غزة، فهل يُقنع وزراء الخارجية العرب وزير الخارجية الأميركي في وقف الحرب على غزة؟ أم أن للسياسة الخارجية الأمريكية وجهة نظر جديدة في ما يحصل بمنطقة الشرق الأوسط، وأن هنالك أجندات اسرائيلية يجب تنفيذها أو استحقاقات دولية يجب تمريرها !