facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




غزة ماذا بعد


د. محمد خالد العزام
04-11-2023 12:44 AM

مما لاشك فيه أن حالة العجز التي يعيشها أبناء العروبة والمسلمين والإنسانية كافة تقتل الروح فعلا بل يفقد الإنسان عقله لما يراه من مشاهد مروعة، وتجعل المرء عاجزا عن فعل شيء، فنحن لا نريد أن نتحول إلى وكالات غوث، ولا نريد أن نبقى نهتف في الشوارع الموت “لإسرائيل” وأميركا، نريد ان نكون مع أهلنا وشعبنا في غزة.

ننام على مجزرة، ونصحى على مجزرة أخرى، تأبدنا أمام الشاشات بحثا عن شمعة أمل، يرفع أبو عبيدة المعنويات عندما يخرج ويخاطب قادة الكيان وقادة العالم وشعوبه.

إذ دخلت الحرب على غزة يومها الخامس والعشرين مخلّفة وراءها أكثر من 10 آلاف شهيد ومفقود، وأكثر من 20 ألف جريح، وتضرر أكثر من 200 ألف وحدة سكنية، فضلًا عن تدمير 32 ألف وحدة بشكل كامل، لدرجة يمكن وصف ما يدور بالمذبحة الجماعية المفتوحة واخرها ما حصل اليوم أمام مجمع الشفاء الطبي. ومع ذلك، لا يزال المجتمع الدولي والدول العربية عاجزين عن إدخال المساعدات الإنسانية التي تدخل بالقطارة، والتي لا تسمن ولا تغني من جوع، فما دخل خلال 25 يومًا أقل من 100 شاحنة، وهذا أقل بكثير من المعدل اليومي لدخول الشاحنات قبل الحرب، مع أن القطاع بحاجة حاليًا إلى 11 ألف شاحنة في الحد الأدنى.

ولا تزال صفقة تبادل الأسرى الجزئية والهدنة لأيام عدة أو لعقد صفقة شاملة لتبادل الأسرى تراوح في مكانها بين الشد والجذب؛ حيث لا تريد حكومة الطوارئ الاحتلالية أن تمنح نصرًا للمقاومة، ولا أن توقف إطلاق النار لمدة خمسة أيام أو أسبوع، ولا أن تضم الصفقة إطلاق سراح عدد كبير يشمل النساء والأطفال وكبار السن والمعتقلين المرضى في السجون الإسرائيلية، وإزالة القيود عن مرور المساعدات الإنسانية ونقل المرضى والمصابين إلى مصر التي تم قصفها اليوم من قبل الاحتلال، والتعهد بعدم إعادة اعتقال المفرج عنهم، كما تطالب المقاومة، بينما يصرّ المفاوض الإسرائيلي على تقليل عدد المفرج عنهم فلسطينيًا، ووقفًا لإطلاق النار لساعات عدة أو يوم كامل فقط، ويرفض الفصل بين الأسرى المدنيين والعسكريين والإسرائيليين وحاملي الجنسية المزدوجة، ويفضل صفقة شاملة.

وهذا ما كان يقوله المفاوض الإسرائيلي في المفاوضات، ولكن ما جرى على أرض الواقع مخالف تمامًا؛ إذ جرى تصعيد الحرب، مع الادعاء أن أول أهداف الحرب البرية إطلاق سراح الأسرى، مع أن ما يحدث فعلًا هو تعريضهم للقتل؛ حيث قُتل حتى الآن جراء القصف نحو 50 أسيرًا إسرائيليًا؛ ما يدل على أن الحكومة الإسرائيلية لا تزال أولوياتها تحقيق انتصار.

ومما لا شك فيه أن الحكومة الإسرائيلية ، وخصوصًا نتنياهو، بحاجة إلى إطالة الحرب لتجنب الحساب الذي ينتظره بعد وقفها، وبدأت ملامحه بالظهور أثناءها، ولعل هذا ما يفسر الارتباك الذي يعيشه وظهر من خلال رفضه تحمل المسؤولية عن الإخفاق الكبير، وتحميلها في تغريدة لرئيسي الشاباك والاستخبارات، لكن سرعان ما حذفها مع الاعتذار لهما.

وبدأت الحكومة الإسرائيلية تنزل عن الشجرة، وغيّرت من أهدافها من الحرب لتصبح تدمير بنية “حماس” العسكرية، وليس تدمير “حماس”، مع الالتزام بعدم بقاء “حماس” في الحكم وعدم بقاء القوات الإسرائيلية بشكل دائم في قطاع غزة، مع أن وثيقة رسمية لدى وزارة الاستخبارات الإسرائيلية تضمنت تهجير سكان قطاع غزة إلى سيناء تمهيدًا لتهجيرهم لاحقًا إلى القاهرة ومدن مصرية أخرى، وإلى بلدان عربية وأجنبية.

تأسيسًا على ما سبق، يظهر أن أجهزة الدولة الإسرائيلية لا تزال مرتبكة وتحت تأثير صدمة طوفان الأقصى، كما قال يائير لابيد، زعيم المعارضة الإسرائيلية، لذلك بحاجة إلى مزيد من الدعم الأميركي الذي من دونه لا تقوى إسرائيل على البقاء كما صرح مارتن إنديك، السفير الأميركي الأسبق في تل أبيب وخاصه بعد إرسال قوات النخبة الإسرائيلية لإطلاق سراح عدد من الأسرى، وكان من نتيجتها كما قال دوغلاس ماكغريغور، مستشار البنتاغون السابق، هزيمة ساحقة وتناثر المهاجمين إلى أشلاء.
كأننا في حلم؛ ما فعله الفلسطينيون فجر 7 تشرين المجيد وما بعده في الاجتياح البري، من إذلال للجيش الذي لا يقهر، لا يقل أهمية عن هزيمة الصهاينة ونصر 6 أكتوبر (تشرين) 1973، عندما تمرغت أنوف العدو الصهيوني وتم تدمير خط برليف.

ما فعله الفلسطينيون ليس فعل مقاومة فحسب على ممارسات “إسرائيل” العدوانية، بل هو خط التحرير الأول للأرض المحتلة، فالذي شاهد قطعان المستوطنين يهربون من مستوطناتهم يكتشف أن هؤلاء إلى زوال وأنهم لن يصمدوا في الأرض الفلسطينية طويلا.

لأول مرة منذ النكبة، لا يدافع الفلسطينيون عن أرضهم، بل كانوا المباغتين لمحتلي الأرض بعد أن وصلوا من الغرور والغطرسة بأن شعروا أن مفاتيح الدنيا في أياديهم، وأنهم قد أحكموا القبضة على الأرض والعِرض والإنسان.

في هذه المواجهة غير المسبوقة، أسقطت المقاومة الفلسطينية في “طوفان الأقصى” معادلات وحسابات كثيرة، فما قبل “طوفان الأقصى” ليس كما بعده.

أسقطت المواجهة وهم المخابرات والاستخبارات الإسرائيلية بعد فشل منقطع النظير في الاختراق الأمني الكبير الذي نجحت به المقاومة الفلسطينية، فدخلت الأرض المحتلة برا وجوا بكل الوسائل، “فدخل السبت في …اليهودي”، وعلى هذا فلينتظروا الأيام المقبلة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :