ماذا نصح جلالة الملك بايدن؟
د.محمد البدور
03-11-2023 03:10 PM
يبدو ان رؤية الادارة الامريكية قد اصبحت اكثر مرونة في التعاطي مع اجرام إسرائيل وتبرير ابادتها للفلسطينيين وباتت يوما بعد يوم تتحدث عن افاق سياسية وانسانية بالتشاور مع دول الجوار مصر والاردن والشركاء الدوليين والاصدقاء العرب.
فماذا نصح جلالة الملك عبد الله الثاني الرئيس الأمريكي ؟
لم يكن موقف جلالة الملك ليّن مع الادارة الامريكية وقد حذر جلالته الرئيس الامريكي بأن امريكا تتحمل المسؤولية التاريخية عن اتساع رقعة الصراع في المنطقه وذكر جلالته بايدن بان الموقف الامريكي الداعم لاسرائيل في حربها الضروس المجرمة على اهل غزة انما سيفقدها شرعية دورها كراعية للسلام وانه لاي جوز لامريكا ان تكيل بمكيالين في الجانب الانساني والسياسي في التعاطي مع اسرائيل والفلسطينيين
وفي كل اتصال او لقاء مابين جلالة الملك والمسؤولين الامريكيين كان جلالتة حازما وجازما ان اي محاولة او تفكير اسرائيلي بتهجير الفلسطينيين انما سيكون ذلك بمثابة اعلان حرب شاملة في المنطقه وان الاردن سيقف على خط المواجهة والتصدى لاي اعتداء يهدد امنه وسلامة اراضيه وسيادته الوطنيه ٠
جلالة الملك نبه امريكا ان هذه الحرب انما هي نتاجا للعقلية الاسرائيلية المتطرفة وانكارهم لحقوق الفلسطينيين باقامة دولتهم المستقلة وفقا لاتفاقية السلام التي كفلت امريكا تنفيذ استحقاقاتها والتي تقرها الشرعية الدوليه وتتنكر لها اسرائيل
جلالة الملك حذر بايدن ان اسرائيل وحكومة نتنياهو المتطرفة تسببت بهذا العنف الدموي لشعبها وللشعب الفلسطيني ولن يتحقق الامن لشعبها لطالما انتهجت العقلية العسكرية لضمان امنها والقائمة على قتل الفلسطينيين واتباع سياسة الحصار والاستيطان وانه لا بد من الوصول لحل سياسي للخروج من نفق الصراع الدائر الان والاجرام الدموي الاسرائيلي بحق الفلسطينيين
جلالة الملك ذكر امريكا واوروبا بواجباتهم الانسانية والاخلاقية تجاه الوضع الانساني الكارثي في غزة وما ترتكبه اسرائيل من جريمة حرب وابادة ضد الفلسطينيين
في ظل تعاظم للرأي العام العربي المناوئ لامريكا والمعادي لاسرائيل
جلالة الملك اكد للرئيس الامريكي ان حرم الاقصى الشريف محرم على اي اعتداء من اليهود وفيه مساس وغضب لمشاعر العرب والمسلمين وعلى اسرائيل ان تدفع في كل مرة ثمن اعتداءاتها على المقدسات الدينية التي وضعت عهدتها تحت وصاية الهاشميين .
جلالته شدد على بايدن ان اي انهيار للسلطة الفلسطينية انما سيدخل المنطقة بحالة من الفوضى وانهيار لعملية السلام
وان الغضب الفلسطيني في الضفة الغربية على جرائم اسرائيل اذا ماتفجر سيكون وبالا اخر على اسرائيل ولهذا لابد من اذعان اسرائيل لوقف اجرامها وفضائعها في غزة ومناطق السلطة الفلسطينية
وهذا لن يتأتى الا بموقف حازم من امريكا تجاه اسرائيل ووقف دعهما في حربها وجرائمها ٠
نعم لقد وقف جلالة الملك في وجه الموقف الامريكي وانحيازه الصارخ تجاه اسرائيل محذرا الرئيس بايدن من مغبة استمرار اسرائيل بدمويتها وانه لابد من تدخل امريكي لوقف الحرب فورا والبدء بعملية سياسية تعالج الاسباب التي ادت لنشوئها
وان اطالة امد الصراع سيقود بالمنطقة الى اتون حرب شاملة ستدفع فيه اسرائيل ثمنا باهظا والمنطقة كلها وعلى امريكا ان تسارع الى اخماد لهيب النار قبل ان يطالها شررها ٠
لاجل ذلك اوفد الرئيس الامريكي وزير خارجية ليعود للمنطقة لبحث سبل التوصل الى حل دبلوماسي لهذا الصراع الذي اخفقت فيه اسرائيل سياسيا وعسكريا ولن تجلب منه غير الهزيمة والعار ٠