إعتذار إلى سيون أسيدون فلم أقصد اليهود بل الصهيونيين!
باسم سكجها
03-11-2023 09:32 AM
في مقالاتي الأخيرة، مع حرب غزة، استخدمت كلمة “اليهود” كثيراً في إشارة إلى الصهيونيين، وأظنّ أن الأمر لم يكن تسرّعاً فحسب، بل كان إساءة حقيقية ليهود عرفتهم، وكانوا وما زالوا مثلي وربّما أكثر تأييداً للحقّ الفلسطيني.
لديّ قصص كثيرة، من حواضر الحياة، ولكنّ الشاشة التلفزيونية لـ”الميادين” تباغتني بمقابلة مع سيون أسيدون الناشط المغربي اليهودي، باعتباره رئيس الرابطة المغربية للتضامن مع فلسطين، واستمعت إلى ما عرفته منه طوال سنوات وسنوات حول قضيّتنا، قضيّته، ولا أظنّ مقاتلاً من القسام سيقول أكثر ما قاله.
ﻛﺎن ذلك في العام ألفين، وكانت ﺳﻴﺎﺭﺗﻲ ﺗﺘﻬﺎﺩﻯ قُبيل ﺷﺎطئ البحر الميت/ البحرة كما كنّا نسمّيها، ﺣﲔ ﺃﺷﺮﺕ ﺑﺄﺻﺒﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺿﻮﺍﺀﺍﻵﺗﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﳉﺒﺎﻝ ﺍﳌﻘﺎﺑﻠﺔ، ﻭﻗُﻠﺖ ﻟﻪ: ﺗﻠﻚ ﻫﻲ ﺍﻟﻘُﺪﺱ، ﻭﺃﺩﺭﺕ ﺷﺮﻳﻂ ﺍﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻏﻨﻴﺔ ﻓﻴﺮﻭﺯ ”ﺟﺴﺮ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ“، ﻓﺄﺟﻬﺶ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﺍﳌﺘّﺰﻥ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ.
لم أتدخّل ولو بسؤال، وقضينا سهرتنا على الرمال وهو لا يترك عينيه عن الأضواء الآتية من الغرب، وتسامرنا حتى قُبيل الفجر في أحاديث شجيّة عن فلسطين والمغرب وغيرها.
سيون أسيدون واحد من الشخصيات المغربية المعتبرة في مجالات حقوق الانسان والشفافية، ﻭﺃﺣﺪ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺁﻻﻑ ﻟﻢ ﺗﺮﺽ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﻓﻠﺴﻄﲔ، ﻭﻓﻀّﻠﺖ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﳌﻐﺮﺏ، وما زالت هناك، تقبض على جمر البقاء، مع كلّ التشكيك الذي تطاله من الآخرين.
ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻋﻤّﺎﻥ، ﺳﺄﻟﺘﻪ: ﳌﺎﺫﺍ ﺑﻜﻴﺖ؟ ﻗﺎﻝ: ﻷﻥﹼ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﺗﻌﻨﻲ ﻟﻲ ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻨﻲ ﻟﻚ، وأنت وُلدت فيها، ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺯﻳﺎﺭﺗﻬﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍلقُرب، وتهدّج صوته وهو يقول: سأزورها عند تحريرها من الصهيونيين، إذا أعطاني الله العُمر.
ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮﺍﺕ، من ذلك الموقف، كنتُ ﺃﻫﺎﺗﻒ ﺳﻴﻮﻥ ﻷﻃﻤﺌﻦ ﻋﻠﻴﻪ، ﺑﻌﺪ ﺳﻠﺴﻠﺔ ت ﻔﺠﻴﺮﺍﺕ ﻏﺒﻴﺔ ﺷﻬﺪﺗﻬﺎ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ ﻣﺮﺍﻓﻖ ﻳﻬﻮﺩﻳﺔ، ﻭﺑﺪﺍ ﻭﻛﺄﻥّ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﻬﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻠﻴﻬﻮﺩ ﺍﳌﻐﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺒﺎﻗﲔ: ﺇﺭﺣﻠﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻓﻠﺴﻄﲔ، ﻟﻨﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻋﺪﺩ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻵﻻﻑ.
يا صديقي العزيز سيون أسيدون، وهي تعني بالعبرية الأسد الصغير، أعتذر لك عن تعميمي بقول: اليهود فقد قصدت الصهيونيين، ولأجل الصدفة تصلني فيديوهات حول التنكيل بيهود من صهيونيين في القُدس لأنّهم رفعوا العلم الفلسطيني، وللحديث بقية!