الملك والملكة والشعب معا .. من اجل أطفال غزة واسرهم
محمد مناور العبادي
02-11-2023 06:46 PM
منذ اللحظات الأولى للحرب في غزة كان الأردن - بتوجيهات وجهود جلالة الملك عبد الله الثاني، اول من تحرك عبر مسارين، لوقف الحرب، ولتكريس حل الدولتين ، ولنجدة أطفال غزة واسرهم
- المسار الاول : سياسي دبلوماسي سلمي
اذ تحرك جلالة الملك عربيا ودوليا لوقف الحرب في غزة، والتوصل الى هدنة إنسانية لإطلاق سراح الرهائن، والبحث في حل سياسي وطني انساني سلمي جذري للمسالة الفلسطينية يحقق العدالة والسلام في فلسطين ودول الشرق الأوسط.
لقد تمكن الملك خلال جولاته هذه من تكريس حقيقة كادت الدماء ان تدفع بها بعيدا اذ اكد كل قادة العالم، الذين التقاهم الملك، او اتصل بهم ،على ان حل القضية الفلسطينية وبالتالي ازمة الشرق الأوسط، لا يمكن ان يتحقق، الّا عبر" حل الدولتين " وإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة المقدسة، بحيث يتمكن الفلسطينيون في الضفة وغزة من إقامة دولة مستقلة على ارض فلسطين، تعمل بالتنسيق والتعاون مع جوارها، لبناء شرق أوسط جديد، مسالم، يحقق الامن والسلام لدول المنطقة، والازدهار والرخاء لشعوبها.
وحذر جلالته خلال لقاءاته قادة العالم من "اتساع دائرة العنف إلى مناطق أخرى بالإقليم"، معتبرا أن "الحل العسكري أو الأمني للقضية الفلسطينية لن ينجح، وأن المطلوب هو حل سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين"، مجددا رفضه القاطع لمحاولات التهجير القسري لسكان قطاع غزة أو نزوحهم".
ولتحقيق ذلك - كما اكد الملك - لابد من وقف للحرب واحلال للسلام وفق المعايير الدولية. وحين رأى الأردن أن هناك مماطلة، ليس في تنفيذ وقف إطلاق النار، فحسب، بل ان النار ازدادت اشتغالا من البر والبحر والجو، فأعلن عن سحب سفير المملكة من إسرائيل، وطلبت وزارة الخارجية الأردنية من نظيره الإسرائيلي بعمان ، عدم العودة للاردن ، الا بعد وقف الحرب ، وبدء عملية سلام جديده في المنطقة ، تجعلها ارض محبه وسلام وتشاركيه ووئام ، كما ارادها الله ،حين شرفها بان تكون مهبط جميع الديانات السماوية ، التي تعتبر المحبة والسلام ، القاسم المشترك لها وللبشرية .
-المسار الثاني : انساني
ولأن السياسة هدفها الانسان وسعادته ، فقد اولى الملك الانسان اهتماما خاصا بالإنسان الفلسطيني ، خاصة الأطفال ، فأمربان يكون الأردن ، اول دولة تهب لمساعدة الفلسطينيين في غز ة هاشم ، فكانت فعلا اول طائرة اغاثه في العالم تهبط في مطار العريش يقودها نسور سلاح الجو الملكي الأردني ، ليسجل الاردن شرف ان جلالة الملك عبد الله الثاني اول من لبى نداءات استغاثة أطفال ونساء وشيوخ قطاغ عزة ، وتواصلت بعدها قوافل الإغاثة الأردنية برا ، من خلال الهيئة الخيرية الهاشميه ، التي سيرت عشرات الشاحنات الى معبر رفح لدخول القطاع ،الذي يحترق بنيران الحقد الاسود .
وحين تناهى الى مسامع الملك ، نداء استغاثه من الاطفال مرضى السرطان في قطاع غزة وتصريحات مدير مستشفى الصداقة التركية الفلسطينية ، بان "المشفى اصبح خارج الخدمة" ، تحرك الملك ليقول للعالم انه لن يترك اطفال غزة ومرضى السرطان منهم ، فامر جلالته باستكمال علاجهم في مركز الحسين للسرطان في عمّان ، الذي بدوره اعلن جاهزيته بانتظار السماح للمرضى بالخروج من قطاع غزة وتأمين وصولهم للمملكة من خلال منظمة الصليب الاحمر الدولية والهلال الاحمر ومنظمة الصحة العالميه . ووجه بادامة ارسال المساعدات لاهلنا في غزة ، واعطاء اولوية لاحتياجات الاطفال اولا .
وحتى يضمن الاردن استمرار تدفق المساعدات الانسانيه الى غزه ،حذر جلالته في خلال جولاته العالميه والعربيه من "تدهور الأوضاع في القطاع"، وشدد على "أهمية عدم إعاقة عمل المنظمات الدولية، أثناء تأدية واجباتها الإنسانية هناك".
ومثلما تحرك "الملك الانسان " ، فقد تحركت " الملكة رانيا العبد الله " الانسانة ، على مسارين ،اعلامي وانساني .
إعلاميا : دعت المجتمع الدولي في مقابلة تلفزيونية دولية ان يتحرك لإنقاذ أطفال غزة وشعبها مما يلحق بهم من ظلم وقتل في ظل صمت دولي مريب عما يجري .
وانسانيا : التقت مسؤوليي منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” معربة عن تقديرها العالي لجهودهم مؤكدة على اهمية مضاعفة هذه الجهود بالتشارك مع
المنظمات الإنسانية التي تبذل فرق عملها جهوداً مضنية على مدار الساعة لدعم أطفال غزة طوال هذه الحرب المروعة التي أودت بحياة أكثر من 3300 طفل وأصابت أكثر من ستة آلاف آخرين .. وتواصل جلالتها جهودها الإنسانية على اكثر من مسار محلي وعربي ودولي .
وبارك الأردنيون جهود جلالة الملك والملكة الإنسانية لإنقاذ أهلنا في غزة ، عبر بيانات شعبية ووقفات تضامنية شملت كل المملكة والاردنيين خارج الوطن، كما أصدرت المخيمات الفلسطينية في الأردن بيانات مماثلة تؤكد انها مع المسار الوطني القومي الذي يقوده جلالته عربيا وعالميا لوقف الحرب تمهيدا لحل جذري للمسالة الفلسطينية يضمن جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني .
ومع تحرك الملك والملكة والحكومة ،تحرك كل الأردنيين لدعم اهلنا في غزة، عبر التضامن معهم إعلاميا وانسانيا، من خلال القيام بحملات مؤسسيه للجمع التبرعات والمساعدات العينية لإنقاذ أطفال ونساء وشيوخ غزه مما يعانون منه.
وهكذا يثبت الاردن ملكا وشعبا ، انه لامته، وانه لفلسطين ، كما هو على مدى المئوية الاولى من عمر الدولة الاردنية ، لقد كانت وما زالت المملكة الأردنية الهاشمية درعا حصينا لامتها ،ويدا خير وعطاء ومحبه لكل اشقائها ، تماما كما ارادها المؤسسون الأوائل بقيادة الملك المؤسس المغفور له الملك عبد الله الاول ، الذي توج هذا المفهوم العروبي القومي باطلاق اسم –الجيش العربي – على القوات المسلحة الأردنية .
**صحفي وباحث