إمتزاج حضاري يواكبه عراقة أصيلة، ترفده حنكة سياسية شبه متطابقة بماء التفاهم والتوحد والإنسجام ،العلاقات الأردنية الإماراتية فوق أخوية (هاشميو) الأردن و (عيال زايد) ، قصة رواها الأزل لمسامع الأبد، وذلك بفضل قيادة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حفظهم الله واعز ملكهم؛ فمنذ عهد المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والملك الحسين بن طلال اللذين وضعا الأسس القوية لها والتي تقوم على الثقة والتفاهم والاحترام المتبادل .
لقد كانت الزيارة الأخيرة لجلالة الملك في بلده الثاني الإمارات لصاحب السمو تجسد خصوصية العلاقة على المستوى الشعبي والرسمي، والحرص على بناء الأسس والروابط المتينة التي تجمع البلدين لتحقيق مزيد من التطور في علاقاتهما الثنائية خلال المرحلة المقبلة،والتي تم فيها تبادل مذكرات تفاهم بقيمة ستة مليارات دولار بين الأردن والإمارات التي تهدف إلى توسيع آفاق التعاون بما يسهم في تحقيق التنمية والازدهار المستدامين في البلدين؛ وأن الحزمة المتنوعة من مشروعات التعاون خلال الزيارة تحقق نقلة نوعية كبرى في الشراكة التنموية الطموحة بما يعود بالخير والنماء على البلدين.
كما رأينا وشاهدنا جميعا أن مساعي القادة في عدد من القضايا والتطورات الإقليمية والدولية مستمرة، وفي مقدمتها الجهود المبذولة للاستجابة للأوضاع الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، مشددين على ضرورة التحرك الدولي العاجل لوقف التصعيد العسكري الخطير وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين وفق القانون الإنساني الدولي بجانب ضمان إيصال المساعدات الإغاثية من خلال تمكين المنظمات الإنسانية الدولية من القيام بواجبها بهذا الشأن وفتح ممرات إنسانية آمنة ومستدامة، الأردن هي صاحبة الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، والإمارات كانت وما زالت وستبقى أول داعم مادي ومعنوي للشعب الفلسطيني وسداً منيعا ضد قضم المزيد من الأراضي الفلسطينية.
وأخيرا، العلاقة المتجذرة والتي تترسخ بالألفة والتواضع والإنتماء والحب الأخوي، هو ما نفاخر به العالم لضمها الأسس العروببة المتينة في بناء العلاقات الإماراتية الأردنية وهي كالتالي:
أولا : التمازج الحضاري الثقافي الاجتماعي النابع من البعد العروبي.
ثانيا : الاشتراك في الدعم اللامحدود للقضية الفلسطينية الجامعة.
ثالثا : عدم التدخل المتبادل في خيارات السياسة الخارجية للبلدين.
رابعا : التأكيد على الرغبة بالمزيد من التأخي الوجداني والاقتصادي.
خامسا : الصمم عن الأصوات التي تحاول شق الصف الواحد.
سادسا : علاقة القادة الأخوية .
حفظ اللّه الإمارات وقادتها وشيوخها وشعبها وحفظ أردننا راسخ الأركان وقيادته الهاشمية، ودامت عمان أختا حبيبة قريبة لأبو ظبي.
*الدكتور أمين أبو حجلة /رئيس فرسان السلام /المملكة الاردنية الهاشمية