ارتدادات مذبحة غزة عربياً (1-2)
محمد الداودية
02-11-2023 12:39 AM
أسفر قيام الكيان الإسرائيلي سنة 1948 عن انفجارات وانقلابات، بعد بضع سنوات، في مختلف ارجاء الوطن العربي سخطاً على عجز النظام العربي الرسمي.
قامت سلسلة من الانقلابات الدموية في مصر وسوريا والعراق، في محاولات ملهوفة لإعادة صياغة وبناء قوى المجتمع العربي، لتكون قادرة على القيام بأعباء تحرير فلسطين من العصابات الصهيونية التي اشادت دولتها على 250 مذبحة موصوفة، ضد ابناء شعب فلسطين العربي، ما تزال بعض تفاصيلها وأسرارها الصادمة تبرز في اعترافات من اقترفوها.
لقد ألقت هزيمة 1948 التي انجلت عن قيام إسرائيل، باعباء ضخمة على وجدان كل عربي، وتسببت في احساس طاغ بالعار والذل والسخط والدعوة إلى وحدة الأمة كسبيل وحيد للتحرير.
جرت استجابات وحدوية مختلفة متنوعة وقعت في خطيئة الانضواء في محوري المعسكرين الغربي والشرقية والدخول في استقطابات الحرب الباردة وأفخاخها.
لم يبقَ العالم العربي على حاله، كما لو ان المذابح الصهيونية لم تُرتكب !!
ولن يظل على حاله، هذا النظام العالمي، السياسي والإعلامي والحقوقي، المنافق الفاجر الظالم، الذي تهيمن عليه قوى الغرب الاستعماري، الخاضعة كليا للفاشية الإسرائيلية.
ستثور ارتدادات مذبحة غزة، عربياً، وسيكون حساب عسير وعقاب مرير، للأنظمة السياسية العربية، التي وقفت متفرجة، و تخاذلت عن نصرة شعب فلسطين العربي في محنته المُرة الراهنة.
سيتحول جزء كبير من السخط على الكيان الصهيوني، كرهاً على الانظمة العربية التي نكصت ونأت ولم تقدم أي جهد لنصرة غزة.
لقد قوبل قرار سلطان عُمان بالغاء السماح للطيران المدني الإسرائيلي بالمرور في أجواء سلطنة عُمان، بحفاوة كبيرة في اوساط الشعب العربي، لِما فيه من نزاهة وغضب، ولِما يمثل من عقوبة على جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
أمّا الموقف الأردني، شعبا وملكا وحكومة وجيشا وأمناً، فهو الموقف القومي القوي الذي بلغ الحد الأقصى وكان في طليعة المدافعين عن حقوق الشعب العربي الفلسطيني الشقيق، شعب الجبارين.
وسيكون رد الشارع العربي، على مسألة التطبيع مع الكيان الصهيوني، متناسباً مع إبقاء ذلك التطبيع او قذفه إلى سلة النفايات.
و {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ}.
الدستور