بخطوة إستدراكية فيها حكمة وشجاعة قام جلالة الملك بإستدعاء السفير الأردني فى تل أبيب بقرار جاء اثناء الجولة الإستطلاعية التي يقوم بها جلالة الملك في دول الخليج العربي إلى كل من الإمارات والبحرين بالإضافة إلى قطر والتي أكد خلالها على أهمية وقف إطلاق النار بشكل فوري حتى لا تنزلق المنطقة في أتون حرب إقليمية.
إستشراف جلالة الملك لملآلآت المشهد العام بدخول المنطقة إلى حرب إقليمية يبدوا أنه إستشراف أقرب للواقع في ظل تنامي حالة التصعيد التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية بصورة هستيرية نتيجة الأفعال التي تقوم بها من واقع عدوانها الغاشم على الشعب الفلسطيني في غزة كما في القدس والضفة وإرتكابها لجرائم حرب ضد الإنسانية وإصرارها بذات السياق على عمليات التهجير القسري التي تنذر بطريقة ضمنية لدخول المنطقة بإعادة تقسيم جديدة لجغرافيتها السياسية.
وهي الجملة السياسية التي ستدخل المنطقة في حال عدم توقفها بحرب إقليمية سيصعب السيطرة عليها الأمر الذي جعل من جلالة الملك يتخذ خطوة أكثر من جملة البيان بالتحذير بقرار فاعل يقوم على قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل بطريقة ضمنية وذلك حتى تعود القيادة الإسرائيلية فتغلب صوت الحكمة وتعود لميزان الرشد الذي ضاع منها في مغبة بحثها عن مكانتها التي فقدت بهالة هيبتها عندما تعرضت للطمة السابع من أكتوبر وهو ما جعلها تبتعد؛أداء الدولة وتدخل بإفعال عصبوية غير متزنة بالتصرف والقوام .
قرار جلالة الملك بقطع العلاقات مع إسرائيل الكيان جاء بعد نداءات عديدة جاءت من قيادات هامة في البيت الأممي كان اخرها نداء أنطونيو غيوتيرس الأمين العام للأمم المتحدة بعدما راحت قيادات المجتمع الدولي تنساق تجاه روايات إنطباعية وتنحاز لرويات غيبية تتحدث عن تنبؤات إشعياء وضرورة تحقيقها حتى أصبحت لديهم تشكل مرجعية ذهنية وهو ما دعى جلالة الملك لإتخاذ هذه الخطوة علها تيقظ من تاه منهم في هيام إشعياء والإسراع في طلب الخلاص .
قرار جلالة الملك الذي جاء مستشرفاً لجملة من خطوات الميدانية جاءت جرتء إنتشار القوات الأمريكية على الحدود الشمالية الإسرائيلية اللبنانية عبر توقيع إتفاقية أمريكية إسرائيلية لهذا الغرض أثناء زيارة بلنكن لتل أبيب يوم الجمعة القادم وهو ذات التوقيت الذي سيلقى فيه حسن نصر الله خطابه كممثل لقوى المقاومة وهو الخطاب المنتظر أن يحمل عنوان دخول الحرب في حال إستمرت عملية التصعيد كما ينذر بدخول المنطقة في حرب إقليمية وإعلان فشل الولايات المتحدة بأبعاد المنطقة عن شبح الحرب الإقليمية وهي جملة المبتدأ التي تفسر عملية التحصين التي تقوم بها القوات الأمريكية بالإنتشار على الشريط الحدودي ليكون حزب الله وتيار المقاومة في قرار الدخول في مواجهة القوات الأمريكية بطريقة مباشرة الأمر الذي جعل جلالة الملك يرسل رسالة إحتجاج عبر هذا القرار بطريقة ضمنية .
وهو القرار الذي يؤكد إنحيار جلالة الملك للقانون الدولي ووقوف جلالة الملك مع القيم الإنسانية التي تقف عليها المنظومة الدولية ووقوف الأردن مع صوت العدالة دون مواربة ومع السلام العادل لتحفظه الأجيال والسلم الإقليمي الذي يجب أن يكون له أنصار مع حالة التعايش الحضاري وإبتعاد منطقة مهد الحضارات عن الصراع الديني فإن للحكمة صوت كما الرشد مكان هو ما أراد تجسيده جلالة الملك بهده الخطوة الإستدراكية .