عمون - في مشاهد غير حضارية وبعيدة عن المنطق راح بعض المحتجين المتضامنين مع الاشقاء الفلسطينيين في غزة يدمرون ويخربون منشآت الأردنيين..! بأي ذنب دمرت أملاكهم؟

من حق أي شخص أن يتخذ قرارا بمقاطعة أي سلعة لأي سبب يراه هو مناسبا له، ولكن من حق بقية الأشخاص أيضا أن يتخذوا قرار عدم مقاطعتها، فالمقاطعة لا تكون بـ "البلطجة".

المنشآت التي دمرها محتجون وكسروا زجاجها وابوابها، هي منشآت أردنية يملكها أردنيون ويعمل بها عاملون أردنيون، وتنفق على آلاف الأسر الأردنية، سواء اقتنع المحتجون بذلك أم لم يتوافق مع سخطهم..

هؤلاء المخربون لم يدعوا مجالا للآخرين لحرية المقاطعة، وهي أحد مظاهر التعبير عن الرأي.. فإما أن تقاطع أو أن تتعرض للاعتداء وتتعرض ممتلكاتك للتكسير.

التخريب والتكسير لم يقتصر على منشآت اقتصادية، فكان بدايته إحراق منازل اشخاص كانوا أمنين في بيوتهم، قبل أن يقرر محتجون إضرام النار بها، وهم مواطنون أردنيون لا علاقة لهم بأي من مطالب التظاهرات، بل قد يكون ساكني المنزل في أحد صفوف المظاهرة يتضامنون حقا مع اشقائهم في فلسطين التي تتعرض لعدوان سافر..

واستمرار للتخريب تعرضت مركبات لاشخاص أردنيين أيضا للتكسير ومالكيها للاعتداء والشتم والتحقير، فقط لأنهم قرروا التعبير عن رأيهم بدون مقاطعة شركات أردنية يملكها أردنيون ويعمل بها أردنيون فقط لأنها تملك علامة تجارية عالمية..

مطلوب من الاجهزة حماية المواطنين والمنشآت، ومعاقبة مرتكبي هذه الاعتداءات، وملاحقة المحرضين على التخريب وفقا للقانون، فلا يمكن أن يترك أمن الوطن واستقراره لعبة في يد بضعة مخربين..