facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




عدوان آخر مستتر


رانيا اسماعيل
01-11-2023 03:04 PM

إن الوضع الإنساني الحالي لأهل غزة له توابع صحية كارثية في حال استمر حصارهم داخل بقع جغرافية محددة، فالوضع الصحي المأساوي من شأنه أن يعمل على تفشي الأوبئة المعدية التي قد تنتشر بسرعة كبيرة وتقضي على أعداد كبيرة من الصغار والكبار. الأمراض المعدية والفتاكة قتلة آخرون أكثر فتكا وعنفا من البشر أنفسهم.

ان أهل غزة يتعرضون لكل أنواع الخطر الشديد، بسبب العدوان المكثف والمستمر، وبسبب النزوح الجماعي، وتدمير البنية التحتية لنظم الرعاية الصحية التي هي حق كل طفل وانسان في هذه الحياة. ان الاكتظاظ بأماكن محصورة ليس فيها أدنى مقومات الحياة البشرية، وعدم توفر المياه النظيفة وشبكات الصرف الصحي، وعدم وجود مأوى، وسوء التغذية وحالات الفقد والوضع النفسي، كل هذه العوامل من شأنها أن تظهر أعراض العديد من الامراض ومن ضمنها وباء الكوليرا والحصبة والاسهال والتهاب الكبد والجفاف الشديد ومرض السل وغيرها. ومن الممكن أن تنتشر هذه الامراض بسرعة كبيرة وتتسبب بوفيات كثيرة. عدا عن معاناة كبار السن ومرضى الأمراض المزمنة الذين انقطعوا عن علاجاتهم وضعفت مناعتهم وصاروا عرضة لأي مرض.

يعد مرض السلّ أحد أكبر أزمات الصّحّة العالميّة، إذ أنه أودى بحياة 1.6 مليون شخص عام 2021 حول العالم، مما يجعل مرض السلّ ثاني أكثر مرض معدي قاتل في العالم بعد كوفيد-19 بحسب منظّمة الصحة العالميّة. إنّ 10.6 ملايين شخص قد أصيبوا بالسّلّ خلال عام 2021 وأكثر من نصف مليون شخص طوّروا السل المقاوم للأدوية، الذي يصعب جدًا علاجه،

لقد أصيب الآلاف من المدنيين اصابات بالغة الخطورة، ومنهم ما زال حيا ومصابا تحت الأنقاض، هم يحتاجون لبرامج علاجية عاجلة، متعددة التخصصات لا توفرها الاجواء الحالية بغزة ولا تستطيع الكوادر الطبية التي فعلت فوق المستحيل للقيام بواجبها الإنساني والتي تعمل تحت القصف وشح المواد الطبية من معالجتها، أعتقد أنه من الضروري التنسيق الدولي السريع للسماح بعلاج الحالات الصعبة من تطور الإصابات وحدوث الاعاقات، بمستشفيات متنقلة ومجهزة تتبع للمنظمات الانسانية وتكون من ضمن المساعدات التي يسمح بدخولها إلى غزة لإنقاذ المصابين من تبعات الإصابة. تحتوي على أدوات التدخل المبكر للجرحى والمصابين. لأن اتفاقية جنيف بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحروب نصت على جمع الجرحى والاعتناء بهم. فما بالكم بالأطفال والنساء.

إن عدد الضحايا الذين يلقون حتفهم جراء الأمراض الخطيرة و الاصابات الخطرة وسوء التغذية ، سيكون أكبر من عدد ضحايا الصواريخ المباشرة والتي تفتت الجسد وتحوله إلى أشلاء . على كل المنظمات الإنسانية المعنية بالصحة العامة التدخل لإنقاذ حياة أهل غزة لأن المرض عند انتشاره سيكسر الحصار ولن يعرف الحدود ولا الحواجز التي يضعها البشر .

* سفيرة النوايا الحسنة لمرض السل





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :