إن الحرب الدامية على أهلنا في قطاع غزة تسببت في قلب حياة الكثير من الناس وإحداث علامة فارقة في حياتهم على نحوٍ يفوق من قدرة الناس على إستيعاب ما حدث وما يمكن أن يحدث في المستقبل، تغيرت وتبعرث حياتهم بالكامل أصبحوا يطلبون فقط اساسيات الحياة لا أكثر.
نتيجة ما أفرزته هذه الحرب من مشكلات وأزمات نفسية لدى شريحة واسعة من الاسر بسبب حالة الدمار التي خلفتها الحرب للمنازل والمباني والمرافق المختلفة وما صاحبها من إستشهاد المئات من الأطفال والشباب والنساء والشيوخ على إمتداد قطاع غزة بالكامل
لقد تسببت الحرب في إحداث جروح عميقة في نفوس الافراد وأجسادهم لا سيما لدى فئة الأطفال والتي وبكل تأكيد لا يمكن التخلص منها بسهولة، حيث تعتبر أصوات القنابل والصواريخ وصور أشلاء الجثث المتناثرة في الطرقات وتحت أنقاض البيوت المهدمة من أشد الصدمات التي لا يمكن تجاوزها بسهولة بل تبقى حاضرة لفترة طويلة في مخيلة الكبار والصغار على حد سواء لقسوتها، حيث تشير العديد من الدراسات النفسية إلى أن الأشخاص الذين يعيشون في مناطق الحروب يكونوا أكثر عرضة للإصابة بإضطرابات نفسية عديدة كالاكتئاب والقلق و"اضطراب ما بعد الصدمة" واضطرابات نفسية أخرى
يجب تقديم الدعم والاسناد النفسي الدائم والمستمر وتفعيل برامج التدخل وقت الأزمات لكافة المتضررين من الحرب، حيث يبدأ العلاج بالوقاية من خلال التوعية والتدريب والتثقيف النفسي بأهمية التعامل مع بعض الأعراض النفسية التي قد تظهر والعمل على رفع الروح المعنوية للناس واسنادهم بكل الطرق حتى يتمكنوا من مواصلة حياتهم أسوة بغيرهم.
إن الدعم النفسي أمر لا يمكن الاغفال عنه ويزيد من قدرتهم على تجاوز آثار الحرب بشكل أسرع.