بين “يدوعوت احرونوت” و”آخر خبر” والسفارة!
باسم سكجها
31-10-2023 11:06 PM
كُنت في مكتبي في “آخر خبر”، حين طلبت مديرة مكتبي أن توصلني بهاتف آت من رجل يقول إنّه من “يدوعوت أحرونوت”، وإنّه يحمل خبراً ساراً، فأخذت المكالمة.
سارع بالقول إنّه فلان ( نسيت اسمه) وأنّه مُكلّف من صحيفته التي تحمل إسم
“آخر خبر” بالعبرية، بأن يكون بيننا تعاون باعتبارنا نحمل الإسم نفسه، وأكثر من ذلك، فقد قال والفرح يملأ صوته: لدينا رغبة أن يكون هناك توأمة بين الصحيفتين!.
سألته بخبث صحافي: أين أنت؟
قال: في عمّان، وفي فندق قريب منك ونستطيع أن نلتقي إذا سمح وقتك الآن. رددت عليه: هل تعرف متى تأسست “يدوعوت احرونوت”؟ قال: بعد تأسيس “الدولة” بسنوات قليلة.
كان ذلك في أواخر العام 1993، بعد اتفاق أوسلو، وقبل اتفاقية وادي عربة، فأجبته: هذا يعني أنّكم سرقتم إسم صحيفة والدي الذي أسسها في عمّان في العام 1950، كما سرقتم بلادنا، وها أنت تُريد أن تتعاون معي والتوأمة بين السارق والمسروق؟
وأضفت: هذا بعيد عن أسنانك!
وأقفلت الخطّ في وجهه!
…
إسم “آخر خبر”، كان اختراعاً من والدي، ولعلّه استقاه من تجربته المصرية حيث مجلة :”آخر ساعة”، وأوقفت صحيفة ابراهيم سكجها بقرار عرفي، ولكنّّ ظلّ يستعمل العنوان في كلّ الصحف التي عمل بها طوال عمره، لخبر قصير على الصفحة الأولى، إلى أن قمتُ باعادة إصدارها بعد أربعين عاماً، وها هو سارق يريد أن يسرقني بعد أن سرق بلادي!
تلك قصّة طويلة، استعادتها ذكرياتي وأنا أتابع ما تنشره “يدوعوت أحرونوت” من أكاذيب حبكها العقل الاستخباري الاسرائيلي حول حرب غزة، ولعلّ علاقاتنا الرسمية مع هذا العدو السارق أن تنتهي قريباً بشطب السفارة، وللحديث بقية!