تحول الايلاف الى مؤسسة تجارية واقتصادية واجتماعية ، حققت علاقات تبادلية مميزة بين الاقوام في اسيا واوروبا وافريقيا ، والملفت هنا ان الفرس استغلوا هذا الانفتاح التجاري لبث الجواسيس لجمع المعلومات والتحركات عن الجزيرة العربية ،
واصبح الايلاف شبكة واسعة بين الاقطار بلا حدود ، واهم العلاقات كانت من خلال المعاهدات بين بيزنطة وبلاد فارس والحبشة ، ولعل هذه كانت تمثل أقطاب العالم حينها .
وعقدت قمة تاريخية خلال مرحلة الايلاف جمعت القيصر وعمرو بن عبد مناف "هاشم " لتنظيم التجارة وتأمين التنقل وتحقيق الاهداف بانسياب البضائع بين مسارات الرحلة ، وقد نجح نشاط الايلاف بتوجيه الانظار الى أهمية مكة المكرمة في ذلك الوقت "قبل الاسلام " لتصبح مركزا تجاريا تعزز بصورة اكثر بنظام التجارة والعلاقات وتنظيم شؤؤون الحج من قبل دار الندوة التي ارسى قواعدها قصي بن كلاب وهو جد صاحب الايلاف " عمرو " او هو " هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب .
الايلاف كمؤسسة اقتصادية اجتماعية اوضح دور ال هاشم في خدمة الانسانية ، وتمثل سورة الايلاف في القرآن الكريم النموذج الواقعي لكيفية خدمة البشرية بوجه انساني بعيدا عن الاحقاد وسفك الدماء ، فالايلاف هو تأمين الحياة الكريمة بتوفير اهم عنصرين : الغذاء والامن ،
"قال تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم
(لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ . إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ . فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) .
وكان في الايلاف دور معنوي يقدم العرب كأمة انسانية قبل ان يكون للاسلام الدور الاعظم بتهذيب صورة العرب الانسانية ، وقبل كل المواثيق الدولية المختلفة.