تخزين الكهرباء
المهندس عبدالفتاح الدرادكة
31-10-2023 11:01 AM
في خضم الضروف الحالية الني نرجو ان يخرج الاردن منها معافى وان يتحقق النصر المؤزر للمقاومة الفلسطينية مع ترحمنا على الشهداء ودعواتنا بالثبات لاهل غزة الاشاوس فإننا في نفس الوقت مهتمون بإن يبقى الاردن مستقرا وتتوفر لمواطنية كل الضروف الحياتية واليومية ومنها استمرارية التزود بالتيار الكهربائي ولاجل ذلك فإن ما تهدف اليه استراتيجية الطاقة من تنوع في مصادر الطاقة وتوليد الكهرباء متحقق حاليا ولا تخوف من العودة الى ما قبل انقطاع الغاز المصر لتنوع الخيارات من حيث وجود غاز الانابيب الطبيعي والمسال والصخر الزيتي ومصادر الطاقة المتجددة التي لها محاذيرها على تشغيل النظام الكهربائي في حال زيادة مشاركتها عن مستوى معين.
ولتعزيز هذا التنوع فقد اكدت مخرجات رؤية التحديث الاقتصادي على ضرورة الاسراع في بناء محطات تخزين طاقة هيدروليكية على بعض السدود ومنها سد الموجب وسد الملك طلال وفكرة تخزين الطاقة الهيدروليكية تقوم على ضخ المياة من السد الى بحيرة اصطناعية او خزان مياه في الاعلى باستغلال الطاقات المتجددة الفائضة واعادة انزالها في اوقات اخرى وحسب الطلب على زعانف مولدات هيدروليكية لتوليد كهرباء في اوقات اخرى يكون النظام الكهربائي بحاجة لها.
ان اهمية هذا المشروع انه يمكن النظام الكهربائي من الاستغلال الامثل للطاقات المتجددة وهذا الموضوع من الاهمية بمكان لانه يوفر طاقة رخيصة ويقلل من الاعتماد على مصادر وقود التوليد المستوردة.
قد يقول قائل ان كلفة هذا المشروع عالية وتحتاج الى استثمار كبير وقد يكون هناك صعوبة في التمويل والجواب على ذلك بإن اسعار الطاقة المتجددة المنخفضة و امكانية بقاء المشروع عاملا لما يزيد على الستون عاما هي عوامل ايجابية تساعد في تحقيق الجدوى الاقتصادية له وسيكون وغيرة من المشاريع والاستثمارات الرائدة وعابرة الاجيال التي ستجعل الاردن متميزا وسباقا في ميادين الطاقة والكهرباء كما كان وسيكون دائما ان شاء الله.
علمت في الاونة الاخيرة ان هناك اطرافا تحارب هذا المشروع وتؤخر الاجراءات الخاصة بالبدء بتنفيذه على الرغم من اعتماده كاحد مشاريع المفترض الانتهاء منها قبل عام 2026 في رؤية التحديث الاقتصادي وهنا فإن كل من يعطل ويؤخر او يساهم في تأخير تنفيذ هذا المشروع يجب ان يحاسب ويقع تحت طائلة المسائلة القانونية لان هناك دراسات مستفيضة اجرتها وزارة الطاقة بالتعاون مع الاتحاد الاوروبي ولما يزيد على ست سنوات وعلى مواقع السدود المختلفة في المملكة وجميعها اكدت جدوى هذا المشروع
والله من وراء القصد