الاردن يعرف ثوابته القومية ومرتكزاته العربية ومصلحته الوطنية ولم يكن يوما ما الا رئة فلسطين التي تتنفس منها والجبهة الشرقية للضفة الغربية، وهو اكبر بلد عربي دفع الثمن من احتلال الصهاينة لارض فلسطين واكثر شعبا لحمة مع الفلسطينيين ولا تكاد عائلة اردنية الا وترتبط بالحسب والنسب مع اهل فلسطين، وحتى انا كاتب هذه السطور ورغم انني من قرية صمد في اربد الا ان اولادي في طفولتهم حملوا الكرت الاصفر كأنهم فلسطينيين، ولذلك لا داعي للحديث عن الاردن وفلسطين الا بالتقوى فنحن شعب واحد ونشعر بألم بعضنا .

ولا يغيب عن الذهن اننا في الاردن كنا ولا زلنا اهل الجيرة والجوار وتربطنا اواصر التعاون ووحدة الحال وهذا ما يقربنا اكثر من غيرنا من بعضنا ٠

أما من يتحدث عن الموقف الاردني لما يحدث من اجرام صهيوني في غزة والضفة الغربية فالاردن يبذل كل ما بوسعه السياسي والانساني لانقاذ اهلنا في غزة ونحن نرى ان جلالة الملك لم تغمض له عين منذ بداية المجزرة الصهيونية وهو يقود بنفسه ولوحده من زعماء امتنا الجهود السياسية مع العالم للدفاع عن الحق الفلسطيني ومن لديه كلام غير ذلك فدونه الحجة والبرهان فنحن اصحاب صدور رحبه فيها متسع لرأي الجميع ٠

لا نقبل من احد ان ينتقص من بطولاتنا في الدفاع عن فلسطين واما من كان يغرد وهو يتفرج على شاشة التفاز من شمال افريقيا ووسط الخليج واطراف جزيرة العرب لما يجري عليه ان يتذكر اننا نشتم رائحة البارود ولو كان هناك موقف عربي واجماع قومي للامة للزحف على فلسطين لكان جيش الاردن الدليل ورأس الطابور وحامل راية التحرير، ولكن الاردن يحافظ على قوته لدعم صمود الاهل في فلسطين لطالما تنتظر اسرائيل واعوانها ان يقع هذا الوطن العتيد المنيع لتستكمل اسرائيل مشروعها الاحتلالي بطرد الفلسطينيين وتهجيرهم لهذا الوطن البديل كما تحلم اسرائيل وعصاباتها .

لا نقبل ابدا الا قول ما يليق بتاريخ هذا الوطن وقيادته وقوة جيشه، وقد وقف لاكثر من ٧٥ سنة بوابة منيعة لمنع التمدد الصهيوني الى بلاد العرب والمسلمين وصد الاذى الصهيوني عن بلدان العرب .

الاردن ملاذ العرب الآمن.. والله حامي هذا البلد الامين ومليكه سليل خاتم الانبياء والمرسلين.