الشباب العربي ما بعد طوفان الأقصى
م. عبدالله أمجد أبوزيد
31-10-2023 07:37 AM
في أعقاب الجحيم الذي عاشته غزة جراء العدوان الإسرائيلي المروع، أثبت الشباب العرب أنهم لم يموتوا، بل على العكس، هم الآن أكثر قوة وتصميمًا من أي وقت مضى.
كان الشباب العرب يحلمون بالهجرة إلى البلاد الغربية، بحثًا عن العدالة والحرية، لكن العدوان الإسرائيلي و العنصرية و العنجهية الامريكية و الغربية زرع في قلوبنا حقيقة طالما كانوا مغيبين بها. لقد كان حلمهم الأكبر هو الهجرة إلى البلاد الغربية، مستندين إلى وعد العدالة والشفافية والحرية، لكن ما شهدوه من أزمات متواصلة ونزاعات لا نهاية لها، قام بزرع بذور الحقد والغضب بدلاً من ذلك في نفوس هذا الجيل الشاب.
لقد عانت هذه الأجيال من عقود من الاحتلال الإسرائيلي، والذي أدى إلى تشريدهم وفقدهم لمنازلهم وأراضيهم. لقد شهدوا حربًا شرسة عام 1948، وحربًا أخرى عام 1967، وعددًا لا يحصى من الهجمات الإسرائيلية على غزة، بما في ذلك العدوان الأخير الذي أسفر عن استشهاد أكثر من 7000 فلسطيني . لقد عاشوا في ظل نظام قمعي يحرمهم من حقوقهم الأساسية، مثل الحق في التعليم والصحة والعمل والحرية.
هذا الجيل الشاب، الذي نشأ وترعرع في ظل هذه الظروف الصعبة، يصرون الآن على البقاء ومواجهة التحديات. أبناؤهم سيكبرون وسط مشاعر الاحتجاج والرفض، وستكون العداوة تجاه الأنظمة المسؤولة هي شعلة ستنير مستقبلهم. إنها ليست مجرد مسألة فلسطينية، بل هي تحول ثقافي واجتماعي يمتد في جميع أنحاء العالم العربي .
المرارة والكراهية التي زرعت في قلوب الشباب لن تؤدي إلى مستقبل أفضل للمنطقة. ومع ذلك، فهي تمثل قوة يمكن استخدامها لتحقيق التغيير. إذا لم يتعامل الساسة مع القضايا الجوهرية التي أشعلت هذا التحول، فإن المستقبل قد يحمل عواقب لا يمكن السيطرة عليها بالنسبة لأولئك الذين زرعوا بذور المرارة والغضب في المقام الأول. مستقبل المنطقة يعتمد على كيفية استغلال هذا الاستيقاظ وتوجيهه، وعلى ما إذا كانت أصوات الشباب العرب ستُسمع وستُعامل بشكل عادل. ومع ذلك، فإن الحل الوحيد الدائم هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على كامل أراضيها.
مع استمرار الزوبعة في غزة، يجب على العالم أن يدرك أن بذور المقاومة قد زُرعت، وأن الشباب عازمون على الصعود ومواجهة التحديات التي تنتظرهم، إنه نداء استيقاظ لكل من تجاهل تطلعات الشعوب العربية لفترة طويلة جدًا، قد تكون معركة طوفان الأقصى نقطة تحول في الصراع المستمر من أجل العدالة والسلام في الشرق الأوسط.
فلا مجال للسلام في هذه المنطقة الى بزوال الاحتلال, كانت فلسطين وستبقى فلسطين, فلا يوجد ما يسمى دولتين على هذه الارض ففلسطين حدودها من النهر الى البحر.