لغزة تاريخ عميق ، وهي مهد حضارات تعاقبت عليها ، فهي زاوية البحر وبوابة فلسطين الجنوبية ، مرت فيها طرق التجارة القديمة كطريق التوابل والبخور والحرير ، فهي حاضرة ومركز تجارة وقوافل .
ولكن تعرضت للدمار مرات عديدة، وكانت مسرحا للحرب في العالميتين غزة هاشم، هاشم الذي ولد فيها ومات فيها ودفن فيها في مكان وفاته اقام المماليك عليه مسجدا، ثم توالت عمليات اعماره وبنائه للان.
وأشهر ما لغزة هو الايلاف، والايلاف ليس الغدَو والرواح والترحال، انه تحقيق التآلف مع القوى المنتشرة في الارض لتوفير الامن والسلامة لخط سير القوافل من مكة الى اليمن او الى غزة ومصر وبلاد الشام .
كان هاشم بعد كل اتفاق مع جهة يقول " لقد حصلت على حبل منهم " وهذا يعني توقيع ميثاق ، ومن نتيجته اتساع التجارة وأضحت مكة المكرمة عاصمة تجارية ترى فيها الاقوام شتى ، ولكن على وفاق في ارض مكة .
ومن الملفت ان هاشم قد بنى شبكة معلومات تنقل الاخبار وتكتب التقارير وتركز على اي اخلال في مسار الايلاف لمعالجته.
أصبح الايلاف مشروعا كبيرا قد استنه هاشم "عمرو" وشاء القدر ان يتوفى الله هاشم في غزة، لكن المشروع قد استمر، فتحرك اشقاؤه: عبد شمس ونوفل والمطلب وأداموا الاتصال مع زعماء الارض في اسيا واوروبا وافريقيا لتستمر حركة قوافل الايلاف.
فكان نشاط عبد شمس بعقد الاتفاق مع نجاشي الحبشة ، وتوجه نوفل الى بلاد فارس ،آما المطلب فقد نشط مع قبائل اليمن.فانتظمت تجارة الصيف الى الشام وتجارة الشتاء الى اليمن . وكانت "الحبال " التي هي العهد والميثاق تمثل اتفاقا تجاريا تؤمن سلامة الطريق وحرية التجارة ، وحملت الحبال اسما آخر وهو " العصم او الأَعصام " "، ورد فيما ذكره البلاذري بقوله: "كان هاشم بن عبد مناف صاحب إيلاف قريش الرحلتين، وأول من سنها. وذلك أنه أخذ لهم عصما من ملوك الشام، فتاجروا آمنين"
كل قافلة ايلاف كانت تتراوح بين 1500 بعيرا الى 2500 بعير ،تبقى محملة لا تفارغ فيها بل التبادل في السلع بكل انواعها ومن مصادرها المختلفة من الهند والصين ومصر والشام وواواسط اسيا .
توفي هاشم في غزة وأقيم على ضريحه مسجدا بناه المماليك ومن ثم جدده العثمانيون عام 1830 وهو على مساحة 2500 متر مربع ويقع في شمال غزة في حي الدرج.