بعد انقضاء 24 يوما على العدوان الإسرائيلي السافر بحق الأطفال والنساء في قطاع غزة، فلا نجد إلا إقداما من جميع ساكني القطاع نحو الشهادة بكل بسالة، يرنون إما النصر وإنهاء الوهم الإسرائيلي أو تقديم الدماء في سبيل التحرير الذي يحتاج إلى تكلفة كبيرة تتناسب وعظمة هذا المشروع التحريري، فالنصر والتحرير عباءة يخط الشهداء بتقديمهم الدماء خيوط نسيجها حتى تكتمل ونرتديها وندخل بها ساحات المسجد الأقصى ونصعد إلى باحاته.
ومع انقضاء هذه المدد وأمام كل التضييقات والصعوبات بحق القطاع من قطع المياه والكهرباء والإنترنت، لا نجد إلا أصوات الشجاعة والكرامة تصدح من أفواه أبناء القطاع، لأنهم تسلحوا بعقيدة سليمة، هذه العقيدة قادتهم للارتقاء الروحي، فروتهم وأنارت بصيرتهم وجعلت الموت يرجف أمامهم.
إننا اليوم نشاهد في الميدان نصرا بقلة العدد والعتاد أمام التحشيد الغربي لدعم الصهاينة بصنوف الأسلحة المتطورة والفتاكة، فالمقاتل اليوم يقف الند بالند أمام الإسرائيلي المدجج بالعتاد لكن من كان عتاده قلبيا روحيا تقف أمامه التجهيزات الدنيوية صاغرة، فما للصهاينة وأعوانهم طاقة بأبطال المقاومة.
وعلى النقيض من ذلك يظهر جليا جبن العدو المحتل والمستوطنين الذين يهابون الموت، فمع قلة الرشقات الصاروخية تجاه أراضيهم تراهم يختبئون في الملاجئ كالجرذان ويطالبون بوقف الحرب ويضغطون على قيادتهم لاسترجاع الأسرى، ليشكل ذلك نقطة ضعف أبدية ستقود إلى هلاكهم ولو بعد حين.
كما أننا في الأردن نجدد الدعم والإسناد النفسي والسياسي لكم لندعم صمودكم، وستبقى حراكاتنا الشعبية تصدح بأعلى أصوات الدعم لكم، ودورنا الدبلوماسي الأردني أظهر مؤخرا خطوة جيدة بإقناع الأمم المتحدة بالموافقة على مشروع قرار لإيقاف النيران في القطاع من أجل هدنة إنسانية، والاستمرار بتوضيح الصورة الوحشية للعدوان الإسرائيلي أمام العامة، ونسأل الله نصرا يعز به المستضعفين..