facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سردية القتل


محمد العامري
29-10-2023 03:17 PM

فتحت مجازر غزة الباب على مصراعيه لمراجعة تاريخ الدولة التوراتية المارقة والتي قامت على الدم والقتل، فتحت ذاكرة العرب على صنبور الدم الذي لم يزل يشخب من جذع شجرة العائلة الفلسطينية، فقد قدم الفلسطينيون قرابين متتالية في سبيل التحرير والعيش بطمأنينة كباقي الشعوب، وحتى لا ننسى التاريخ الدموي للدولة الدينية التي بدأت مجازرها من العام 1947 بدء من مذبحة بلدة الشيخ، ومذبحة دير ياسين ومذبحة قرية أبو شوشة ومذبحة الطنطورة ومذبحة قبية ومذبحة قلقيلية ومذبحة كفر قاسم ومذبحة خان يونس ومذبحة تل الزعتر وصبرا وشاتيلا ومذبحة المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي ومذبحة مخيم جنين وصولا إلى المذابح التي تفوق التصور في غزة، ترتبط تلك الأحداث الدموية بعملية التطهير العرقي في فلسطين والذي ينفذه اليهود ممثلين إما بدولة إسرائيل أو الحركة الصهيونية أو المنظمات العسكرية التابعة للحركة الصهيونية أو حتى المنشقة عنها لإفراغ فلسطين من أهلها وإجبارهم على ترك وطنهم ومن هذه العصابات أيضا الهاجانا ومنظمة شتيرن والأرجون والجيش جيش الاحتلال الإسرائيلي.

لا حاجة لاي عربي لهذا الاستعراض التاريخي للقتل الذي مارسه الاحتلال الصهيوني ضد الفلسطينيين، فالضحية واضحة لا لبس فيها، لكن السردية الدموية تحتاج منا تذكير الأجيال بتاريخ الاحتلال ومداياته البعيدة.

لخصت عبارة دافيد بن - غوريون، أول رئيس وزراء للكيان الصهيوني: "إن الوضع في فلسطين سيُسوى بالقوة العسكرية" فنحن أمام مقولة لا لبس فيها فهي العبارة التي تضع القوة كمسار لحياة الاحتلال كمنطلق استراتيجي يسهم في تحقيق الأهداف، وتنفيذ برامجها التوسعية في فلسطين والمنطقة العربية، والمجازر الممنهجة ضد أهالي القرى والمدن الفلسطينية هي تطبيق لتلك الاستراتيجية، وحمل أكبر عدد من الفلسطينيين على الهجرة وترك أراضيهم، فهي العقيدة القائمة على "الدولة الثكنة" في مجمل تطبيقاتها السياسية والعسكرية.

لا أحد يمكنه أن يقنع صاحب "الدولة الثكنة" بمتطلبات الحوار السياسي بكونه الشغوف بالقتل وإزاحة العرق الآخر بكونه عثرة أمام مخططاتهم، ورغم ذلك فهي دولة احتلالية تقوم على جغرافيا الخوف، ونرى إلى عمائرهم التي بنيت على شكل تجمعات وأبراج للحراسة المشددة والتي تدلنا على فكرة العابر أمام الماكث المتجذر بالأرض، حوار بين من زرع الزيتونة ومن رفع الجدار العنصري حماية لوجوده، لا يمكن للقاتل أن يطمئن، فهو المذعور من نأمة طائر مرّ بجوار النافذة، مارد يتغذى على الخوف،

وقد سوّق المارد الخائف خوفه للداعمين ووضعهم في نفس الخندق الوهمي، حيث تستمر الأوهام باستمرار الكذب والنفاق والوسطاء، وما صدم "الدولة الثكنة" صمود الفلسطيني الأسطوري وتطور أدواته المقاومة في الميديا والقتال والثقافة كذلك، حيث واجه القاتل صلابة الضحية واصرارها على الاستمرار في المواجهة والاستبسال، وأخطر ما واجهته المقاومة هو انتاج مصطلح الإرهاب كنعت ينفي عن المقاومين حقهم في تحرير أوطانهم ومقاومة الغاصب.

فتاريخ الصراع الفلسطيني الصهيوني لم يبدأ من غزة، بل هو التاريخ الطويل القائم على تحقيق الوجود بكلفته العالية، لكن داعمي "الدولة الثكنة" جندوا إعلامهم لدعم أكاذيب المسار الاحتلالي والذي لم يزل يراوغ مكانه دون جدوى، ويذكرني الصمود الفلسطيني بصمود فيتنام التي خسرت فيها أمريكا قوى بشرية هائلة والتي أثارت خلافا سياسيا كبيرا في الولايات المتحدة الأمريكية كما هو الحال في اهتزاز وارتباك "الدولة الثكنة" أمام المقاومين، ونستطيع أن ندرك حجم الخسارة للدولة التوراتية بحسب تصريحاتها الفريدة في تاريخ وجودهم وهو "نكون او لا نكون" وهذه العبارة دلالة على حجم اهتزاز الكيان كوجود وانحسار وهم القوة العسكرية التي واجهت تمردا من أفرادها، ومع ذلك لم يزل الغرب يستثمر في "الدولة الثكنة" التي لم تنتج سوى مزيدا من الدم، وكشفت عن كذبة الحضارة وتقانتها، حيث أعادتنا الدولة التوراتية إلى المرحلة البدائية القائمة على الصيد، ولم تعد الحضارة المعبر الحقيقي عن الإنسان المعاصر، فحقوق الإنسان كذبة كبيرة وازدواجية المعايير صورة مضحكة لهذه الكيانات التي تدعي العدالة، فأي عدالة نبتغيها من هؤلاء وحرب الإبادة يملأ شاشاتهم ويكابرون بالباطل والكذب المكشوف.

فغزة ستبقى ببقاء الغزيين، بوعيهم ومقاومتهم الباسلة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :