التقاطعُ الإيرانيُ الإسرائيلي في حرب غزة!
د. عادل محمد القطاونة
29-10-2023 09:13 AM
مع إستمرار العملياتِ العسكرية الاسرائيلية في غزة، ومع الحديث عن التوسع بالدخول البري إلى القطاع، يتساءلُ البعض عن دور إيران وحزب الله في الحربِ القائمة الآن، كما يتساءل آخرون عن مدى علم إيران مسبقاً في الهجوم الذي قامت به حماس بالسابع من أكتوبر !، وهل كان هدف حماس من وراء هجومها الأخير تأكيد نفسها باعتبارها الممثل الحقيقي للشعب الفلسطيني، من خلال توجيه ضربة مفاجئة سيعتبرها الكثيرون عملاً بطولياً من شأنه أن يقدم الملف الفلسطيني لصدارة الأحداث الدولية بعد فتوره بالسنوات الأخيرة، وعدم وجود إهتمام دولي بتطبيق الشرعية الدولية من خلال منح الفلسطينيين دولتهم المستقلة، والنظر إلى حماس على أنها صاحبة الحق في اية مفاوضات مستقبلية مع الجانب الفلسطيني كونها أصبحت اليوم تشكل كياناً سياسياً عسكرياً بحد ذاته.
لقد جاء تحذّير وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، يوم الجمعة الماضي، من أن المقاتلين اللبنانيين والفلسطينيين الموالين لطهران يضعون «أصابعهم على الزناد»، وذلك تحسباً لعملية برية متوقعة للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة بمثابة رسالة واضحة مفادها أن حركات المقاومة ضد اسرائيل على إتصال مباشر مع القيادة الإيرانية، وأن هنالك تعاون سياسي وعسكري بينهما!، الا انه في مقابل ذلك كشف الوزير الإيراني عن تلقي طهران رسالتين من واشنطن بأنها لا تنوي توسيع دائرة الحرب، وتطالب طهران بضبط النفس، وقال إن بلاده لا تسعى لتوسيع دائرة الحرب في المنطقة، لكن مواصلة قتل النساء والأطفال ستؤدي إلى نفاد صبر قوات المقاومة وشعوب المنطقة! كما قال الوزير الإيراني إن "حركة حماس مستعدة لإطلاق سراح الرهائن المدنيين لديها"، وأضاف أنه "يتعين على العالم أن يحث إسرائيل على إطلاق سراح 6000 فلسطيني في السجون الإسرائيلية".
الردُ الاسرائيلي جاء على لسان السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، متحدثا أمام عبداللهيان في الجلسة الطارئة، بالقول إن الوزير الإيراني كان في نيويورك "لملء آذانكم بالسم"! وأضاف: "هذا الرجل القاتل أو أي ممثل آخر للنظام الإرهابي في إيران، ليس له مكان في الأمم المتحدة إنها وصمة عار أخلاقية على جبين الأمم المتحدة والقيم التي تأسست عليها".
تاريخياً لطالما أيدت إيران رسمياً قيام دولة فلسطينية، حيث أكدت بأن فلسطين يجب أن تكون دولة ذات سيادة مستقلة، ورفض آية الله علي خامنئي المرشد الأعلى للثورة الإسلامية حل الدولتين وأشار ضمناً إلى أن فلسطين لا يمكن تجزئتها، وانه لا وجود لإسرائيل في المنطقة، بينما دعا الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد إلى إجراء استفتاء حر يشارك فيه كل الشعب الفلسطيني، بما في ذلك عرب 48، لتحديد نوع الحكومة في الدولة الفلسطينية المستقبلية.
أخيراً وليس اخراً، يبقى ملفي الهجوم البري الشامل للجيش الاسرائيلي على قطاع غزة والرهائن المحتجزين لدى حماس ملفين حاسمين في إعادة ترتيب الحرب الاسرائيلية على غزة، وبيان دور كل من إيران والولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، فإيران ما زالت تطمح بأن يكون لها دور رئيسي في المنطقة سياسياً وعسكرياً، أما الولايات المتحدة فإضافة لملف المحتجزين لدى حماس ومحاولاتها الرامية ومن خلال وساطات عربية للإفراج عنهم لتسجيل سبق دبلوماسي، فانها تبقى ترى في نفسها الدولة العظمى التي يجب ان يكون لها دوري أساسي ومحوري سياسياً وأمنياً في منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص وفي العالم بشكل عام!..