facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




روسيا الحضن الدافىء للمقاومة والعرب


د.حسام العتوم
29-10-2023 07:51 AM

لقد اتجهت روسيا الاتحادية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 ، و بعد استرجاعها لإقليم ( القرم ) عام 2014 ، و تحريكها لعمليتها العسكرية الخاصة ، الإستباقية ، التحريرية ، الدفاعية ، المواجهة للحرب الباردة و سباق التسلح ، و للدفاع عن سيادتها وسط ما وصفت تضليلا بالحرب الأوكرانية و مع " الناتو " بالوكالة بتاريخ 24/ شباط / 2022 ، و بالإرتكاز على مادة ميثاق الأمم المتحدة رقم 751 ، و تمكنها من اعادة اقليمي الدونباس " لوغانسك و دونيتسك " الى جانب اقليمي " زاباروجا و خيرسون " ، و انتصارها عسكريا ليس على أوكرانيا " كييف " فقط ، و إنما على حلف " الناتو مجتمعا ، وهي الدولة العظمى و القطب الاستراتيجي الهام ، سعت لتحقيق انتصار سياسي رديف بتشكيل عالم متعدد الأقطاب يمثل شرق و جنوب العالم ، وهاهي روسيا – بوتين تتخذ موقفا وسطا ناجحا في حرب غزة بين المقاومة الفلسطينية بقيادة حماس – حركة التحرر الفلسطينية العربية الاسلامية و بين " إسرائيل " ، و تدعو في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة و بإسناد من الصين لوقف القتال الدائر فورا حفاظا على أرواح الأبرياء من أهل فلسطين الذي تجاوزت حالات الذين قتلوا وسطهم أكثر من ( 7 ) الاف شهيد حتى الان ، وهو رقم مدني مرعب و كبير وغير أخلاقي من طرف الآلة العسكرية الإسرائيلية النازية، و للعودة لطاولة المفاوضات التي تضفي لحل الدولتين عبر اقامة دولة فلسطين كاملة السيادة و عاصمتها القدس الشرقية ، و دراسة حق العودة بطبيعة الحال ، و تدعو قادة منظمتي " حماس و الجهاد " لزيارة موسكو للوقوف على ملف الرهائن ، و هو الذي حصل بتاريخ 26/ أكتوبر / 2023 ، وتقابله المقاومة الفلسطينية بمطالبة " إسرائيل " بالإفراج عن نحو 6000 الاف معتقل فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي ، فماذا هناك خلف الكواليس الروسية ؟.

للحقيقة الواضحة أقول هنا بأن روسيا الاتحادية التي تمثل الصوت الحر في العالم ، و الوحيدة على خارطة العالم القادرة حتى الساعة على مواجهة الصلف الغربي الأمريكي ، تصطف الى جانب شعوب العالم المظلومة و المطالبة بالتحرر وفي مقدمتها قوى المقاومة على غرار سياسة الاتحاد السوفيتي ، و تساندها في توجهها ايران وسط شرق العالم ، لكن روسيا تختلف عن ايران في علاقتها المتوازنة بين العرب وحركات تحررهم وبين "إسرائيل" ، ففي الوقت الذي تساند فيه ايران حركات التحرر العربية الفلسطينية و" حزب الله " اللبناني ولا تقيم علاقات مع " إسرائيل " ، وفي المقابل يخشى التحالف الإسرائيلي – الأمريكي الاستراتيجي من تمكن ايران من النجاح في انتاج قنبلة نووية تحدث خللا في ميزان القوى العسكرية في الشرق الأوسط ، والمعروف هو أن " إسرائيل " دولة نووية منذ بدايات ثمانينات القرن الماضي ، وتحدث عنها للصحافة البريطانية "سنداي" الخبير النووي الإسرائيلي مردخاي فعنونو عام 1986 .

لقد اختلف ساسة العالم على من بدأ - حرب غزة هاشم - ، حماس أم " إسرائيل " ، وكأنهم لا يقرأون التاريخ ، وهي حقا لم تبدأ فقط بتاريخ 7 / أكتوبر / 2023 ، وإنما منذ قرار تقسيم فلسطين الى عبرية و عربية عبر الأمم المتحدة عام 1947 ،و هو الذي رفضه العرب بسبب قدسية فلسطين غير القابلة للتقسيم ، ومنذ احتلال " إسرائيل " لفلسطين التاريخية عام 1948 ، و سمي بالنكبة ، ومنذ احتلال " إسرائيل " مجددا لفلسطين عام 1967 و القدس الشريف ، و غزة ، و سيناء ، و الجولان – الهضبة العربية السورية ، و مزارع و تلال شبعا اللبنانية ، و رغم خروج " إسرائيل " من سيناء عام 1979 بعد معاهدة كامب – ديفيد 1978 ، ومن غزة عام 2005 ، و بعد تقديم إسرائيل – اسحق رابين عرضا لإعادة الجولان مقابل فتح سفارتين إسرائيلية في دمشق و سورية في تل – أبيب عام 1995 ، أفشلتها دمشق ، و بعد محاولة الرئيس التركي رجب طيب أوردوغان إعادة الجولان لعرينها العربي السوري سرا عام 2019 ، أفشلتها دمشق أيضا ، حرر الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله اقليمي "الباقورة و الغمر" من وسط فكي معاهدة السلام الأردنية – الإسرائيلية عام 2019 ، وكما مصر يعتبر الأردن معاهدة السلام مع "إسرائيل" الموقعة عام 1994 خطا ساخنا ، ومنصة سياسية أعادت للأردن كما مصر حقوقه السيادية الجغرافية والمائية ، ولازالت صفة الاحتلال ترافق فلسطين و الأراضي العربية المحتلة عام 1967 ، وسجل نصر الكرامة الأردني البطولي وبمساهمة أهل فلسطين، مطاردة بين "إسرائيل" والتنظيمات الفلسطينية.

وها هي "إسرائيل" تنتقد دعوة روسيا لحماس ،إعتقادا منها بأن روسيا هي أمريكا التابعة لها ، وتفاهم روسي مع حماس في موسكو لإطلاق سراح 8 أسرى روس ، وتحضرني هنا مقالة صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال حفظه الله بتاريخ 27/ أكتوبر / 2023 بعنوان " إنسانيتنا إلى أين ؟.. ذكر فيها بتاريخ نوفمبر 2012 عندما صوتت بعثة الولايات المتحدة في الجمعية العامة للأمم المتحدة ، ضد قرار رقم 67/ 19 لترقية فلسطين إلى دولة غير عضو ، ولقد لعب القرار حتى يومنا هذا دورا رئيسيا في عرقلة قرار مجلس الأمن الدولي الصادر في ديسمبر 2014 ، والذي دعا إلى إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 في غضون ثلاث سنوات، ولفت سموه الانتباه بالقرار الصادر في 18 أكتوبر 2023 ، الذي دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل و حماس ، مسترسلا القول ، بأن الولايات المتحدة الأمريكية استخدمت حق النقض ضد ما لايقل عن 45 قرارا لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ينتقد إسرائيل .

ومن يتابع تصريحات رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين المتتابعة ، سيجد بأنها تنادي بحل الدولتين ، وبضرورة قيام دولة فلسطين و عاصمتها القدس الشرقية، وتنتقد اعاقة أمريكا لمسار السلام الفلسطيني والعربي – الإسرائيلي ، وأعمال الرباعية الدولية، وفي جلسة حديثة للرئيس بوتين في قصر "الكرملين" الرئاسي مع كبار ممثلين الأديان السماوية، وتحدث عن حدث غزة المؤسف، وقدم تعازيه بسبب مقتل الأبرياء من الطرفين الإسرائيلي و الفلسطيني ، و أعرب عن أسفه لترك أهل فلسطين في غزة من دون ماء ، و كهرباء ، و غذاء ، ومقتل الآلاف ، وبأنه لا يجوز أن تكون ردة الفعل بمعاقبة أناس لا علاقة لهم بالصراع القائم ، أو توسيع شبكة القتال لتشمل دول الشرق الأوسط و أبعد .

وحسب دميتري بيسكوف الناطق الإعلامي بإسم قصر " الكرملين " الرئاسي في موسكو ، فإن وفد حماس يلتقي الخارجية الروسية ولن يزور الكرملين ، وأوضحت ماريا زاخاروف المتحدثة باسم الخارجية الروسية بأن موسى أبو مرزوق يترأس وفد المقاومة الفلسطينية ، وعلق مخيائيل بغدانوف نائب وزير الخارجية الروسية بعد لقاء قادة حماس والجهاد بأن من حق "إسرائيل" الدفاع عن نفسها، وربما غاب عن ذهن بغدانوف بأن حق الدفاع عن النفس بالنسبة لإسرائيل هو في اطار حدود عام 1948 التي اعترفت بها لها الأمم المتحدة ، وبأنها لا تملك حق الدفاع عن النفس أو الهجوم داخل اطار حدود عام 1967 المعترف بها للعرب وللفلسطينيين وفقا لقرار الأمم المتحدة 242 ، ومن حق الفلسطينيين ومقاومتهم وهم الخاضعين تحت الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، وأبنائهم في السجون الإسرائيلية وبحجم يصل الى عشرة آلاف معتقل ، يخضون حروب حياة أو موت ويقدمون الشهداء تباعا، أن يدافعوا عن أنفسهم .

والسيد مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية يكشف حقائقا بهذا الاتجاه للرأي العام العالمي حول جرائم "إسرائيل" التي تخترق القانون الدولي علنا ، وبأن المعتقلين الفلسطينيين لديها أضعاف الرهائن الإسرائيليين لدى حماس وبفارق كبير جدا..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :