حتى اللحظة لم يجد المواطن العربي والغزي, ما يرفع درجة اماله القومية والوطنية, بنهاية سعيدة للحرب الدائرة منذ ثلاث اسابيع, فحجم الغنيمة التي رفعت شهية الجميع بقلب الموازيين, ما زالت راكدة طالما ان المقاومة الفلسطينية وتحديدا حماس والجهاد, لم تتقدما بورقة سياسية تمنح هذه الغنيمة قيمتها النهائية, وتكسر النموذج التقليدي الذي اعتاده الشارع الفلسطيني, بهدنة سرعان ما تتكسر, على جدران الوقت والتأمرات الداخلية والخارجية.

الورقة السياسية واضحة ولا تحتاج الى كثير جهد, وهي منظمة التحرير الفلسطينية, بحيث تنضوي حماس والجهاد تحت مظلتها, بشروط موضوعية جديدة فرضتها الوقائع على الارض, فلا غلبة لتيار اوسلو اليوم, وعليه التراجع الى الخلف خطوتين لا خطوة واحدة, ثم يعاد ترتيب السلطة الوطنية الفلسطينية كذراع تنفيذي داخل اراضي السلطة وليست سلطة مستقلة عن منظمة التحرير, بل هي احد ادواتها كما المقاومة احدى ادواتها, وتكون القيادة الفلسطينية موحدة واحدة تحت مظلة راية منظمة التحرير.

الحصاد السياسي, الناجم عن مفاوضات متساوية القوة, هي التي تحسم نتيجة معركة السابع من اكتوبر العظيمة, نصرا او هدنة لا سمح الله, والواقع الفلسطيني بات جاهزا لحسم عودة منظمة التحرير الفلسطينية لسابق عهدها ووعدها, كمظلة فلسطينية جامعة للاهل في فلسطين تحت الاحتلال او في الشتات, فالسلطة باتت بشكلها الحالي بلدية منزوعة الدسم, بل لا اود القول انها باتت تشرعن الاحتلال, فلا هي انجزت ملفاتها الداخلية ببناء مؤسسات دولة, ولا هي نجحت في توفير ابسط اشكال الحماية لاهلنا في فلسطين حتى من قطعان المستوطنين وليس من جيش الاحتلال.

البقاء في مربع الاعتياد الحالي, سيقلل من حجم التفاعل مع القضية الفلسطينية, تحديدا وان الملف يذهب الى خانة الحالات الانسانية, من تزويد بالغذاء والدواء والوقود والممرات الآمنة, ولا اخال احدا كان يتخيل ان هذه هي نهاية السابع من اكتوبر, والجميع يعرف ان النهاية ستكون حالة سياسية على مائدة تفاوض, وهذه المرة يجب ان يذهب المفاوض مسلحا بمقاومة قدمت ارقى نماذج المقاومة للعالم, لكنها لن تحقق المأمول, طالما ان السياسي متخاذل ويطلب الحماية من الجلاد.

المقاومة تقود وتوجه وتقرر, وعلى السياسي ان يفاوض وفقا لمشروعها الوطني, ويمكن ايجاد صيغة تضع المقاومة في خانة القيادة لمنظمة التحرير, فيما يقوم السياسي بالتفاوض وقيادة السلطة وفقا لشروط واشتراطات المقاومة, ويجب ان يتم هذا بسرعة, فأخطر ما تواجهه الحالة الفلسطينية, هي حالة الاعتياد, وقد عانينا منها طويلا, فبعد فترة سيعتاد الناس المشهد ونخسر فرصة عظيمة.

omarkallab@yahoo.com

الرأي