في الأردن، نحن الأقرب مسافة الى فلسطين ونحن الأقصر شريانا للقدس، فلا عجب إذا كانت قلوبنا تدمى بسبب ما يحدث في غزة والضفة، وتضيق علينا البيوت فتجدنا نخرج ونتجمع كل يوم ساعات وساعات، نجوب الشوارع ودماؤنا تغلي لأن الضمائر الحية لا تتحمل هذه المجازر التي ترتكبها سلطات الاحتلال بحق اهلنا هناك.
العالم كله يعرف أننا جسد واحد ونبضنا واحد وأن زيتوننا واحد سواء كان شرقيا او غربيا، ومع ذلك فنحن في الاردن نجد أن زيت وزعتر الضفة اطيب وازكى، لأنه مزروع في اكناف بيت المقدس ومروي بدماء الطُهر والكرامة.
وكيان الاحتلال يدرك بكل وضوح تأثير السياسة الأردنية التي يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني بحنكة وحكمة وشجاعة، في كبح جماح كيان الاحتلال وخططه. هذه السياسة الأردنية التي تنطلق من مبادئ ثابتة تقوم على أنه لا سلام دون حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة.
ونحن في الأردن نعرف أن كيان الاحتلال له أدواته وأساليبه لخلق الفتنة وإيجاد الفرقة. كما اننا ندرك أن قوتنا في أن نكون صفا واحدا، سدا منيعا ضد كل ما يمكن أن يضعف وحدتنا الوطنية، وان تشتيت الجهود الرسمية يعني الانشغال عن اولويتنا الوطنية، وأن اي شيء يشغل الأردن عن متابعة التطورات في غزة، او ما قد يؤثر على جهودنا لدعم صمود اهلنا والوقوف معهم هو من مصلحة إسرائيل. يجب علينا أن ندرك ذلك بكل وضوح.
شاهدنا وبأسف في الأيام الماضية بعض التصرفات التي لا تصب في مصلحتنا الوطنية او مصلحه من نحب، من تخريب للممتلكات ومحاولة التصادم المتعمد والاعتداء على رجال الامن والإساءة لهم. هذا الأردن اردننا ورجال الامن وقواتنا المسلحة هم من بيوتنا، هم اخوتنا الذين تربوا معنا نفس التربية والمبادئ، وتقاسمنا معهم رغيفنا الذين خبزته امهاتنا، هم سياج الوطن وعيونه، نلتقي واياهم في كثير من المواقع، ونتبادل التحية والابتسامة ونحن ندرك أن همّنا واحد.
لن نسمح لجاحد او حاقد او حاسد أن يفرقنا ونريد أن نستمر بالاجتماع كل يوم في صعيد واحد ونتكاتف جنبا الى جنب لنكون اقوى ويكون دعمنا للأهل أكثر.