الحشد العراقي على حدودنا ساذج ويشتت جهود الشعب والجيش
عباس اليافي
27-10-2023 08:40 PM
بين التطورات التي نتابعها حول الحرب على غزّة، يؤسفنا أن نرى حشداً من العراقيين على الحدود مع الأردن، يطالبون بالدخول للقتال ضدّ الاسرائيليين، وفي حقيقة الأمر فالسذاجة هي العنوان العريض، وإشغال الأردن في أمر هامشي هو العنوان الفرعي!
ما لا يدركه قادة هؤلاء، الذين دفعوهم إلى هذا الفعل المشكوك بنواياه، أنّ الجيش العربي الأردني مستنفر في مناطق أخرى، لمنع أيّ تعد في الحدود الغربية، وبالطبع فذلك قد يكون بالتهجير، الذي يروّج له الاسرائيليون ليل نهار.
تُرى ما هو الهدف الخفي من هذه المسألة؟ ولماذا الأردن؟ وإذا كان الأمر حقيقياً فلماذا لا تكون جبهة الجولان هي الهدف، خصوصاً وأنّ الطريق شبه مفتوحة بسيطرة قوى مقرّبة لإيران والعراق، والجولان محتلّ، ولعلّه أهمّ المناطق الاستراتيجية للكيان الاسرائيلي؟
لسنا نُشكّك في النوايا الوطنية الطيّبة للمواطنين الذي وصلوا إلى الحدود، ولكنّ من حقّنا أن نُشكّك في نوايا هؤلاء الذين دفعوهم إلى ذلك المكان، فالهدف كما هو واضح: إحراج الاردن، وتشتيت قواه عن المعركة الأصلية القائمة فعلاً.
الحرب قائمة فعلاً، وغزّة على مرمى النيران القذرة، والضفة كذلك، والأردن مهدّد بالطبع وأيضاً، فهل للعقل والمنطق أن يعود إلى الرشد، وألاّ تكون المزاودات الصغيرة عنوان العمل العربي.
يا أيّها الاخوة العراقيون الذين وصلوا إلى حدودنا: ليست هنا معركتكم ففي الأردن جماهير مستنفرة، وجيش جاهز لأيّ طارئ، ودبلوماسية مقاتلة، ولأنّ أمامنا جميعاً وقتاً صعباً فليس أقلّ من ألاّ نُشتّت الانتباه عن المعركة الرئيسية، وللحديث بقية!