رغم أن الكلمات تعجز عن وصف ما يجول بأعماقنا؛ إلا ان المعلمة حنان المحارمة حاولت وصف ما يجول بخاطر غزة وأهلها، وكتبت على لسانهم:
ماعاد صوت الصاروخ يفزعني
ماعاد ريح البارود يخنقني
ماعاد رشق الدماء يفجعني..
.افعلوا ماشئتم ...
بعثروني ...زلزلوني ..احرقوني ...
وفي بركان ذكرياتكم فجّروني ...
فما عاد شيء يخيفني ..
هاكمُ جسدي مزّقوه ...
هاكمُ عيني افقؤوها
ظفائري ..انكشوها ...حروفي اطمسوها...
افعلوا ماشئتم...فلن تنزل منّي دمعةٌ
ولن تسمعوا منّي صوتَ بكاءْ ..
ويحكم ..أتظنّون قد جاء حتفي
..لا ..لستُ ميتا ..بل روحي ...تحوم بينكم ..في صعودٍ وارتقاءْ ..
أراني أحيا بلا روحٍ ..بلا جسدٍ
وأراكم ميتين ...وأنتم أحياء
نعم ..فارقتُكم ..
وكانت أمنيتي كِسرةَ خبزٍ
أو حتّى قطرةَ ماء
كانت أمنيتي ركنا هادئا
أو أُستر عوراتي بغطاء
كانت أمنيتي صوت أمّي
أو نادبةً تندبني في بيت عزاء ..
رحلتُ بلا كفنٍ ..بلا جسدٍ ..بلا مثوى
لم يبق منّي سوى حفنةُ أشلاء
لكنّني لم أمت ..
قلبي مازال ينبض كرامةً ..
رئتاي تستنشق عزّا
عيناي تعانقان ملائكةَ السماء
لستُ ميتا ...بل أنتم الميتون ..ونحن الأحياء
أرواحنا ...أسماؤنا ..ذكرنا
صفّارات إنذارِ ...تدوّي
ألا فرّوا. ..فنحن لم نمت
نصعد سلّم الحياة ...في سموِّ وارتقاء
..لا لم نمت ...أنتم الأموات
أمّا نحن فباقون ..وسنبقى أحياء