إن عقدت ستكون قمة للتعارف
د. سمير حمدان
21-02-2011 03:58 PM
فعل خيراً العقيد معمر القذافي بالحديث عن تأجيل عقد القمة العربية المقررة في آذار في العراق. ولكن أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى المنتهية أمانته متخصص في إضاعة الفرص. أولها ذهابه لميدان التحرير ومطالبة المعتصمين بالهدوء ، والثانية تأكيدة على عقد القمة في موعدها.
أتذكر هنا الكلام الجميل للكهل التونسي الذي يقول بصوت متقطع " هرمنا من أجل أن نرى هذه اللحظة..لقد أنجزتم ما لم يحققه جيلنا" . ولا أدري إن كان كهول هذه الأمة (قد شاهدوا هذه اللقطة)قادرين على التقاط اللحظة التاريخية والاعتراف بأن الشباب قادرون على تولي زمام المرحلة وقد شبوا عن الطوق وأثبتوا انهم أكثر حكمة وتسامح من كل وزراء الداخلية ومن يأتمرون بأمرهم . فقد شهدنا ثورتين ناصعتي البياض، هادئتان تردان على الرصاص بالصدور العارية والصبر. وكان لهما قوة مختزنة خاب ظن كل أجهزة الاستشعار عن قرب في تحديد موعد ومدى انطلاقها.
نعيش الأن لحظات تاريخية غير مسبوقة. فالوطن العربي توحد بالألم وفقدان الكرامة والافقار المتعمد ونشر اليأس والجهل. وتبين ان سايكس وبيكوا ومن تبعهم عاشوا سنوات عجاف من الوهم معتقدين أن التجزأة والتشطير قد نجحا في جعل الشعب الواحد يعيش في أقطار مختلفة . وإن لم يكن الأمر كذلك كيف لنا أن نفسر هذا الطوفان من المحيط إلى الخليج بحراك جماهيري يحمل نفس المطالب التي فشلت كل الأحزاب القومية في ان تكون رافعة لها.
شهدنا في العقود الماضية عشرات القمم التي خذلتنا في كل المحطات الضرورية . ولا داعي لسرد الوقائع التاريخية . ولعل أهمها اغتصاب فلسطين ، وتدمير بيروت العراق، وغزة ، ومسح الصومال عن الخارطة والاحتفال بتقسيم السودان . كنا نشفع لتلك القمم الهرمة لو أنها استطاعت على الأقل ان تلغي تأشيرات التنقل بين أقطارها أو أن توزع التنمية على فقراء العرب أو أن تحافظ على الحد المفبول من الكرامة العربية. ولكنها للأسف كادت تنجح في طمس الهوية الوطنية العربية وأن تجعل من كل شعب سجين حدوده الجغرافية التي وضعه فيها الاستعمار.
لكل ما سبق اضم صوتي لصوت العقيد بأن القمة القادمة لن تعقد لا في أذار أبو العواصف والأمطار ولا في نيسان شهر الكذب والنسيان، وستعقد لاحقاً ،وستكون الفترة التي تسبقها فترة تعارف لقادة المنطقة الجدد.