مزايا التعليم الوجاهي (وجهًا لوجه)
أ.د عبد الرزاق الدليمي
26-10-2023 08:58 PM
فرضت جائحة كوفيد-19، ان يتحول التعليم والتعلم من المنازل وكان ذلك حينها أمرًا طبيعيًا في جميع أنحاء العالم،كجزء من عمليات وقف انتشار الفيروس، عندها بدأ الطلاب التعلم عن بعد من منازلهم الآمنة.
منذ ذلك الحين، واصلت العديد من أماكن العمل والمؤسسات التعليمية تقديم خيار العمل من المنزل. يمكن أن يكون العمل من المنزل مفيدًا للغاية لبعض الأفراد، ولكن التعلم وجهًا لوجه هو الاكثر فائدة ،حيث يتعلم جميع الأفراد بشكل مختلف ويعملون بشكل أكثر إنتاجية في بيئات مختلفة ،عند بدء الوباء، تم إصدار ملايين المقالات التي تسلط الضوء على فوائد الأفراد الذين يعملون ويدرسون من المنزل، الآن بعد أن عادت الحياة إلى طبيعتها، يتساءل الكثيرون عن الخيار الأفضل للتعليم الوجاهي، يمكن الاشارة هنا الى ستة
فوائد للتعلم وجهًا لوجه :
1. يشجع ويساعد في تطوير المهارات الاجتماعية
البشر مخلوقات اجتماعية ولسبب وجيه للغاية،فأن التنشئة الاجتماعية تجعلنا نشعر بالانتماء والأمان مما يفيد صحتنا العقلية حيث يتيح التعلم وجهًا لوجه الفرصة للأفراد للدخول إلى الفصل الدراسي مع طلاب آخرين والتفاعل الاجتماعي معهم في حين ان الدراسة من المنزل تعني الجلوس في المنزل بمفردهم مما قد يضر بصحتهم العقلية.
2. التفاعل في الوقت الحقيقي
الهدف الأساسي من الدراسة هو تعلم أشياء لا تعرفها بالفعل،لذلك، سيكون لدى الطلاب أسئلة تحتاج إلى المساعدة في عناصر مختلفة من الدراسة ، والتعلم وجهًا لوجه سيضمن حصول الطالب على المساعدة في اللحظة التي يحتاجها فيها،في حين أن التعلم عبر الإنترنت لا يزال يتضمن المساعدة من خلال دروس الفيديو والبريد الإلكتروني، لذلك فإن التعلم وجهًا لوجه يعني أن الطالب يحصل على المساعدة والشرح في اللحظة التي يحتاجها بالضبط.
3. قلة الإلهاء
يجد كثيرون أن الاعتياد على الدراسة في المنازل يمثل مصدر إلهاء كبير، وقد يشعر الأفراد أنهم يريدون إنجاز الأعمال المنزلية أثناء تواجدهم في المنزل أو ربما تكون فكرة متابعة Netflix والقيلولة بمثابة إغراء كبير لغالبيتهم ،من السهل تجنب هذا الإغراء عن طريق الذهاب إلى الفصل الدراسي الفعلي.
4. يعزز التعلم التعاوني
التعلم وجهاً لوجه يعلم الطلاب كيفية العمل في بيئة جماعية ويعدهم بشكل جيدعندما يدخلون في قاعات الدرس مع أعضاء هيئة التدريس الآخرين. و خلال التعلم في الفصول الدراسية، لا يتعلم الطلاب فقط من الجوانب النظرية التي يقدمها المدرس بل والجوانب العملية ويتعلمون من أسئلة وحوارات الطلاب الآخرين والتجارب السابقة.
5. يشجع التفكير النقدي
إن التواجد في الفصل الدراسي مع طلاب آخرين يشجع الأفراد على المشاركة في المناقشات المباشرة والمناظرات ذات الصلة. يتيح هذا النوع من بيئة التعلم للطلاب تبادل الافكار مع أشخاصًا آخرين ويسمح لهم التأكد من صحة فهمهم للموضوعات حيث تسهم هذه البيئات إن يتحدي الطلاب أفكارهم وتشجع لديهم التفكير النقدي، بدلاً من مجرد قراءة النظرية من جهاز كمبيوتر محمول.
6. يعلم المساءلة والمسؤولية
مع التعلم وجهًا لوجه، ليس لدى الطلاب خيار أن يقولوا، "سنشاهد الفصل ونقوم بالعمل لاحقًا". لان لديهم وقت محدد للتواجد في الفصل وتقع على عاتقهم مسؤولية إدارة وقتهم بشكل صحيح ليكونوا في ذلك الفصل. إن اجبار الطلاب إلى الذهاب إلى الفصل جسديًا يحمل ويعلم الطلاب المسؤولية. حيث تكون هذه المهارات ضرورية عند دخول مكان العمل.
إذا كانت الخيارات امام من يعنيهم الامر بما فيه الكفاية للمقارنة بين خيار الدراسة عبر الإنترنت أو وجاهيا في الفصل الدراسي، نأمل أن تساعد هذه الملاحظات في تحديد الخيار الأفضل إذا كانوا غير متأكدين من المسار الذي يجب أن يسلكوه.