سكجها يكتب: رسالة غزّية إلى محمد بن موسى الخوارزمي ومارك زكربيرغ!
باسم سكجها
26-10-2023 08:45 PM
لم يعد الأمر مجرّد شكوك مبهمة، أو أنه أسرار مُعلنة، بل بات مفضوحاً وتعترف به ضمناً إدارات وسائل التواصل الاجتماعي الرئيسية، لأنّها لم تعد تكتفي بتقليص عدد المشاهدات والمتابعات والتعليقات، بل هي تُطلق حملة شعواء على من تسوّل له نفسه ذكر كلمة فلسطين، أو غزة، وإيقاف حساباته.
من الطبيعي أّننا نتحدّث عن الغالبية الغالبة من تلك الوسائل، ولكنّ يظلّ “فيس بوك” ومعه “انستاغرام” هما الأكثر تأثيراً، ونحنّ نقصدهما بشكل أساسي هنا، ومن الغريب والطريف أنّ “فيس بوك” تأسست على مبدأ أنّها منبر عالمي للرأي الحرّ بصرف النظر عن صاحب ذلك الرأي!
على ذلك الأساس، وثق الجميع بهذه بهذه الوسيلة، وتبنّوها باعتبارها ستحمل كلّ الآراء ضمن محدّدات يوافق عليها المشاركون، على أنّ ما يحصل الآن بدا معه وكأنّ السيد مارك زوكربيرج ليس الشخص الذي يُقرّر، بل تلك المجموعة الشريرة التي تحكم واشنطن وتل أبيب!
ليس كاتب هذا الكلام فحسب، ولكنّ مئات الالاف ربّما الملايين من البشر وصلتهم رسائل تحذيرية بأنّهم ينتهكون معايير الاستخدام، من حيث نشر مواد جنسية أو عنفية أو عنصرية وغيرها، دون أن يكون الأمر حقيقياً بالمرّة، بل أنّ الناس يعبرون عن مواقفهم، ورأيهم في ما يجري.
سرعان ما اتضح أنّ تلك الرسائل التحذيرية كانت جدية، وهناك عشرات الآلاف من الصفحات والبروفايلات التي أغلقت، أمّا عشرات الملايين فلا يجدون أمامهم سوى الإعلانات، والمحتويات الأشبه بالاباحية الجنسية والأغاني التافهة والمقابلات التي يرفضون محتواها أصلاً، وأكثر من ذلك، فحين يكتبون منشوراً يجدون أنّهم هم قراؤه الوحيدون!
في تقديرنا أنّ الأمر لم يعد لعبة خوارزمية، ورحم الله الخوارزمي المسلم!، بل أنّ “فيس بوك” صار يملك أكبر جهاز مخابرات في العالم، بالاشخاص والاجهزة، ويسمح ويمنع ولو كان لديه أداة قتل على الشاشة لاغتيال لمخالفين لفعل ذلك بعقل بارد، دون أن يرفّ له جفن…
الطريف في الأمر، أيضاً، أنّ الصين تستثمر في الأمر، وتطلق برامج وتطبيقات صار لها أثرها، وربّما يذهب البشر تدريجياً إليها لأنّها لا تلعب في المحتوى، ويبقى أنّ حرب إبادة غزة تُعطينا دروساً في كلّ شيئ، ومن أهمّها أنّ القصف الاسرائيلي يُغطّى بحماية وسائل التواصل الغربية، وهي رسالة إلى محمد بن موسى الخوارزمي ومارك زكربيرغ، وللحديث بقية!