رائحة الموت تأتي مع رياح فلسطين التي تجتاز مدن المقاومة، وتجتاز النهر وتمضي الينا، رائحة الشهادة تتحول الى غيوم بيضاء تتصاعد الى السماء، وفي الأثناء يتحدث بعض المنسلخين، وأشباه الرجال عن أحقية المقاومة في المقاومة، يتشدقون بكلمات ممجوجة على وسائل التواصل عن خطأ حماس وتسرعهم، ويتحدث اخرون عن خيانة فصيل اخر تقع سهامه في أرض العدو، ويكتب اخرون عن تساوي الحقوق بين المقاوم والمعتدي، بل يذهب كثيرون على حق المعتدي بالدفاع عن ارض المقاومين، حين ارادوا ان يحركوا ماء ساكنة، اسمها الاحتلال.
فتأدب ايها الذي يتحدث مثلنا، وتحمل دمًا متفقًا ودمنا. ولك سحنة متشابهة مع الذين يقاومون في غزة، والذين يقاتلون المعتدي في فلسطين وفي الاقصى، وعلى الحدود اللبنانية.
تأدب في حضرة انتصاراتهم وهم يحملون اسلحتهم على اكتافهم بينما العدو يحمل سلاحه على بوارج امريكا ومنصات فرنسا، ويدعمه كل العالم الا قليل من شرفاءه، ويقول أحد الاصدقاء عما تنقله وسائل التواصل الاجتماعي ان ضمن ما اكتشفته المقاومة وثيقة تثبت ان حزب الله يوصي الكيان المحتل بالقضاء على حماس، وربما اختلف كثيرا مع الفكر الايديولوجي لحزب الله، واختلف قليلًا مع فكر حماس، ولكن قلبي يتراقص وانا اراهم وحدهم في الميدان،وارى النصر الذي تحقق في بداية المعركة، وان الكيان المحتل يثأر من الاطفال والنساء، وهناك روايات ان هناك قوات امريكية وبريطانية وفرنسية تقاتل الى جانب المستعمرة التي تدعى " اسرائيل " لدواعي السيطرة على كل فلسطين وفرض الامر الواقع ، والذين يتحدثون ان حماس تلعب بالنار ، ربما ان الكلام صحيح اذا قبلنا بفرضية ان هذا العدو هو النار، ويستطيع اي عدو ان يحقق تفوق وهمي بقتل المدنيين والمستشفيات.
الاباء يحملون ابناءهم الشهداء ولا يلقون مكانا لدفنهم، واطفال يبحثون عن اباء وامهات قضوا، ويتشدق البعض بحق اسرائيل للدفاع عن نفسها، او يتحدث بعض القادة عن تساوي الاعتداء، او تساوي حق الدفاع.
ايها اللاهين في الكتابة عبر وسائل التواصل او ممن يرغب في الشهرة، تأدبوا ،. فانتم في حضرة غزة التي تدافع عن كرامتكم، وعن شرفكم، والذين يستشهدون يموتون لأجل كرامة امتكم.
تأدبوا ، فالشهيد خرج من رحم غزة وصعد الى السماء، رفضوا ان يخرجوا في اي اتجاه، هذا جيل يرفض الهجره إلا الى السماء حيث الشهادة، انظروا الى الاطفال الذين يستشهدون بالالاف في غزة، اليس هذا ما يدعوا الى الشعور بالقرف من هذا الاحتلال ومن يقف من وراءه، وعندما ترون هذه الالاف التي تستشهد الا تشعرون بالخجل وهم ابناء جلدتكم ومن دمكم، الا يدعوا للحزن وعمال الاغاثة والدفاع المدني يبكون في غزة وهم يشعرون بالعجز امام هول الخراب الذي تحدثه طائرات العدو وصواريخه التي يقدمها لهم الدول التي نستقبل قادتها وموظفيها بالسجاد .
الأحمر في بعض العواصم العربية، عليهم ان يشعروا بالخجل ويتأدبوا حين يذكرون بالمقاومة ويصفونها بالإرهاب.
سيكون على الذين وصفوا المقاومة بالارهاب ان يكونوا على يقين ان هذه المقاومة هي تاج في جبين الأمة حين يخرج هذا الاحتلال ويذهب مذمومًا مدحورًا ذات انتصار.