ملامح وائل الدحدوح ومآسينا
طارق الدهيسات
26-10-2023 08:02 AM
منذ أن أطل علينا في تغطيته الملاصقة لتفاصيل الأحداث، لا شك أنه خطر ببال كل من حدّق في وجهه أنها ليست إلا مسألة وقت حتى يكون هو جزء من تلك الأخبار الحزينة.
بدأ وائل الدحدوح يتنقل من بقعة نار إلى أخرى، ظهرت على تضاريس وجهه آثار الأشلاء والدماء المتبخرة هنا وهناك.. احتارت الدمعات في عيونه الساهرة وقد أثقلتها صرخات الأطفال والرضع في جنبات المشفى ..
كانت في أعقاب كل قذيفة تنبت شيبة في لحيته يوما بعد يوم.. إلى أن أصابت القذائف فلذة كبده وأحشاء روحه الممزقة هذا اليوم، لم يبق عندي كفاء الحادثات أسى.. ولا كفاء جراحات تضج دم .
سيستيقض وائل في صباح الغد، ليكتشف أن ما حدث لم يكن حلما، وهذه هي ذروة سنام مصيبة الفقد.. أناس كانو يملؤون تفاصيل حياته، تحولو في هذا الصباح إلى ذكريات، وانضمو إلى ركب الراحلين إلى الأبد، وقد خلفوا وراءهم من يتجرع مرارات الفراق بقية حياتهم.
لا شك أن الكلام في هذا المقام لا يسعه أن يطول، وهنا نتوجه إلى بارئنا وركننا المكين سبحانه جلّ في علاه أن يربط على قلوب المكلومين وأن يغمر أرواحهم الكسيرة بسكينته وعطفه ورحماته، فحسبنا الله ونعم الوكيل وإنا لله وإنا إليه راجعون..