يا أيّها العدو البغيض ما أحقرك، ويا أيّها الفلسطيني ما أكبرك، ويا أيّها الصحافي الجميل وائل الدحدوح ما أروعك، ويا عين صبّي الدموع على مشهد لا يحتمله ضمير إنسان، ويا لتلك الكلمات التي نطقها قلب الدحدوح كم أنت بليغة: تنتقمون منّا بالأولاد… معلش، إنّا لله وإنّا إليه راجعون…
ثمّ يوجّه كلامه لإبنه الشهيد: أردتَ أن تكون صحافياً؟ شايف؟ ثمّ يقول للصحافيين حوله: فليخسأ جيش الاحتلال، ودموعي ليست من الخوف، ويجري بعدها مقابلة صحافية وهو في عزّ قوّته، وما زال دمّ أفراد عائلته حاراً، ويؤكد: هذا هو قدرنا، وليخسأ نتنياهو.
يا لذلك المشهد ما أقساك، وما أروعك أيضاً، وكم تعبّر عن حجم المذبحة اليهودية الحقيرة، وحجم الصمود والتحدّي والاصرار على الانتصار، ويا أيّها الزميل البطل لا نملك سوى البكاء معك. والاعجاب برجولتك وصبرك وعزمك على المضي قدماً بما نذرت نفسك له: فضح الحقيقة، وأنت الذي لم تنم ساعة كاملة منذ أسابيع…
لا كلام قادراً على توصيف المشاعر، ولا ضمير يمكنه أن يسكت على ما جرى، ولعلّ عائلتك تجتمع الآن مع شيرين أبو عاقلة فيتحدثون بفرح أنّهم رحلوا شهداء في سبيل فلسطين الباقية منتصرة مهماً طالت الأيام، وكبرت المأساة، ونقول عظّم الله أجركم ليس على الضحايا فحسب، بل على ضمير العالم، وللحديث بقية.