facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




غزة ترسم خريطة واشنطن السياسية


خالد قشوع
25-10-2023 12:08 PM

لم تخلط رياح الأحداث الأخيرة في فلسطين أوراق المنطقة فحسب، بل إمتد أثرها من ساحات أكبر حرب عسكرية في القرن الحالي إلى إعادة خلط الأوراق السياسية في عاصمة القرار العالمي واشنطن. التي أصبحت في نزاع حقيقي بين ما تمثله من مبادئ وما تمتلكه من مصالح.

فقط قبل بداية معركة طوفان الأقصى بيومين كانت واشنطن تشهد تخبطاً عبثياً، حيثُ أسقط الجمهوريون رئيس مجلس النواب الجمهوري كيفين مكارثي، الذي قدم نذور الطاعة والولاء المطلق في الكنيست الإسرائيلي قبل أشهر من سقوطه من على عرش الكونغرس بأيدي أبناء حزبه.

ولم يكن الوضع أفضل في المخيم الجمهوري على صعيد إختيار مرشح رئاسي، يعيد ترميم صورة الحزب التي أفسدها ترامب، ويكون قادر على هزيمته وهذا ما فشل فيه ديسانتوس حاكم ولاية فلوريدا الذي كانت تصب الكثير من الرهانات في كفته في بواكير العام الحالي.

وقد ساعدت معركة طوفان الأقصى على زيادة نسبة تأييد ترامب التي كانت تتضائل طوال الأشهر الماضية، وتذكير الناخب الأمريكي بصورة الرئيس الذي لم يكن يخشى الحرب ولكن لم يتورط بها.

أما على الجبهة الديمقراطية فقد كان الحزب موحداً خلف الرئيس بايدن، بالرغم من طول أمد الحرب الروسية الأوكرانية التي نجح بايدن في إدارتها دون أو يكتوي بنيرانها شعبياً، ذلك أنهُ قد قام بتصديرها بصورة ناجحة للرأي العام الأمريكي، والأهم من ذلك أنه قد قام بتطويق الحرب في إطار جغرافي محدد يجعل من غرب أوكرانيا منطقة عازلة بين روسيا وأوروبا.

ولكن حكمة بايدن في التعامل مع ملف الحرب الروسية الأوكرانية لم تتواجد في إدارة ملف معركة طوفان الأقصى، حيث قام بالإندفاع الأهوج نحو تبني الرواية الإسرائيلية والتعهد بدعم غير مشروط مراراً وتكراراً لإسرائيل، دون أي إعتبار لحلفاء أمريكا التقليدين في المنطقة والذين لا تقل أهميتهم عن أهمية إسرائيل، وهم السعودية، ومصر، والأردن، حيثُ وجدت الدول الثلاث أنفسها في ذات الخندق بشكل أوتاماتيكي، وكان من الطبيعي أن تشكل هذه الدول جبهة موحدة وإن كانت مؤقتة في وجه الولايات المتحدة. وبغض النظر عن صلابة أو إستدامة تلك الجبهة فقد أفقدت سياسات بايدن حلفائه في الشرق الأوسط ثقتهم به وستكلف الولايات المتحدة الكثير من مصالحها في الشرق الأوسط.

واليوم بات الإنشقاق داخل المخيم الديمقراطي واضحاً للعيان بين اليساريين والمعتدلين، ولم تكن أول تلك الإشارات لهذا الإنشاق الرسالة التي وجهها مئة عضو وازن في الكونغرس للرئيس بايدن داعين إياهُ فيها إلى تعديل البوصلة، سيما أن سياسية بايدن في التعامل مع معركة طوفان الأقصى لا تحظى بتأييد 80% من الديمقراطيين في أمريكا، ولربما يكون هذا ما دفع المحلل السياسي والإعلامي الأمريكي اليساري "سينك ويغور" للإعلان عن ترشحه لخوض سباق الرئاسة منافساً بايدن على بطاقة الحزب الجمهوري.

قد لا يكون ويغور أوفر المرشحين حظاً في هزيمة بايدن في الإنتخابات التمهيدية القادمة، ولكن مجرد ترشحه هو ترجمة لما وصل إليه المشهد السياسي في الولايات المتحدة متأثراً بحربان مفتوحتان لن يعود العالم بعدهما كما كان وبالتأكيد لن تعود الولايات المتحدة لما كانت عليه قبلهما.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :