هل تبادر إليك أن تسأل نفسك: كلّ هذا التركيز على ما يحدث في غزة، لحظة بلحظة، قذيفة بقذيفة، جثة بجثة..
ولكننا لا نرى ولا نسمع ولا نقرأ شيئا عن الداخل الإسرائيلي؟!..
يُقصف حيّ في غزة فتجد الكاميرات وشريط الأخبار والإدراجات تصل إلى هناك والدخان لم ينقشع بعد، والدماء ما تزال حارّة، وبعض الشهداء ما يزالون يلفظون أنفاسهم الأخيرة!.
في المقابل، تُقصف عسقلان، فأين التقارير الحيّة أو حتى المسجّلة التي تنقل ما يحدث في عسقلان؟!.
تُقصف "سديروت"، فأين التقارير التي تنقل ما يحدث في "سديروت"؟!.
تُقصف تل أبيب، فأين التقارير التي تنقل ما يحدث في تل أبيب؟.
ولو كاميرا صغيرة تتجوّل في الطرقات وترينا واقع الحال وسير الحياة هناك!.
مدارس مغلقة.. جامعات مغلقة.. أسواق مغلقة.. وحياة شبه معطّلة!.
عشرات آلاف النازحين الإسرائيليين في الخيام، ولا نرى لهم ولو صورة صغيرة واحدة، حتى نتعاطف معهم إنسانيا على الأقل؟!.
أين ذهب المراسلون المرابطون في مطار "بن غوريون"؟ أين التقارير ساعة بساعة ولحظة بلحظة عن حركة الطائرات والمسافرين؟.
أين المقابلات مع الجرحى وذوي القتلى الإسرائيليين؟ مقاطع فيديو عبر (السوشال ميديا) على الأقل!.
ألا يحزنون على قتلاهم؟!.
ألا يألمون؟!.
ألا ينتحبون ويولولون؟!.
ألا يجأرون بالدعاء إلى (يهوه) إلاههم التلمودي الدموي؟!.
وسائل الإعلام العربية مُغرضة ومنحازة، حسنا، أين محطات الأخبار العالمية لتنقل لنا باحترافيتها المعهودة ومواردها الضخمة واقع الحال في الداخل الإسرائيلي؟.
أين CNN؟
اين FOX News؟
أين BBC؟
أين الفرنسية؟
أين رويترز؟
أين هؤلاء جميعا؟!
ألا يوجد في هذا الحرب شيء يُنقل ويُعرض سوى جثث الفلسطينيين؟!.
الحصار في غزّة، لكن التعتيم الإعلامي في "إسرائيل"!.
مَن المُحاصَر ومَن المُحاصِر؟.
وفي نفس الوقت، ها هي المقاومة، بعد (18) يوما من القصف الجنوني، ما تزال صواريخها تنطلق وتطال الداخل الإسرائيلي.
وها هي المقاومة، بعد (18) يوما من الإبادة الهمجية، موجودة في (زيكيم)، تقتحمها بحرا، وتشتبك مع العدو على "أرضه" التي هي بالأساس أرضنا.
واجتياحهم البرّي الموعود يتأجّل يوما بعد يوم، كلّ مرّة لحجة أوهى من سابقتها!.
ماذا يقول لنا هذا كلّه؟!.
حربهم كضمائرهم قذرة، لكنّ حربهم الإعلامية أقذر!.
ولكن أين أكاذيبهم وألاعيبهم وتضليلهم وتعتيمهم من قوله تعالى: "إن يمسسكم قرح فقد مسّ القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحبّ الظالمين" آل عمران - 140.
وقوله تعالى: "ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنّهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما" النساء - 104. صدق الله العظيم.