ليس سهلاً أن تُحاور كريستيان أمانبور على “سي ان ان”، وكثيراً كثيراً ما أحرجت كبار السياسيين في الثلاثين سنة الماضية، ولكنّها بدت مع الملكة رانيا ضعيفة، غير قادرة على الردّ أمام الحجج المنطقية، التي قدّمتها الملكة.

عرفت أمانبور، منذ البداية، أنّ طلّة الملكة ستستحوذ على إعجاب الجمهور، وعرفت أيضاً أنّ لغتها الصادقة الصادرة من القلب ستكون عنوان المقابلة، وحتى عندما حاولت احراجها بأنّ هناك من سيقدّم التعليقات ضدّها كانت الملكة واثقة بوجهة نظرها، ولم تأبه بذلك.

حاولت أمانبور، في البداية، أن تشير إلى أصول الملكة الفلسطينية، ولكنّ نباهة “أمّ الحسين” كانت تشير في إجابتها أنّنا في الأردن من كلّ المنابت والأصول نحمل الموقف نفسه، وقدّمت مرافعة صادقة وحقيقية عن أصل الصراع، ولم تستطع كريستيان أن تحشرها في أية زاوية.

يمكن الحديث الكثير عن اطلالة الملكة، والمقابلة موجودة ويمكن متابعتها، وهي تمثّل بصراحة ما يمكن أن يقوله أيّ واحد منّا، ولكنّ طريقتها الفذّة، وأسلوبها المقنع، يجعل من اللقاء فريداً، ويستأهل التحية والاعجاب، حتى لو استنفرت دبابير الالكترون العدوة أن تنالها، فأيّ صاحب ضمير في العالم سيعجب بمنطقها، ومرحى لزوجة الملك، الملكة، وأم وليّ العهد، التي عبّرت عنّا جميعاً، وللحديث بقية!