كشف ويكشف لنا طوفان الأقصى عما يلي:
١. أن إسرائيل كيان هش قد يؤذيه فصيل مسلح ويحيله إلى ساحة خوف ورعب لساكنيه .
٢. أن هذا الكيان رغم امتلاكه ترسانة أسلحة بما فيها من نووي وجرثومي وفوسفوري وغير ذلك إلا أنه يحتاج في الملمات إلى العون الخارجي والذي بدونه يصبح الكيان في مهب الرياح.
٣. أن هذا الكيان قد قام على أساس أن يكون لليهود فقط لكن الواقع يثبت أن هذا الهدف لم ولن يتحقق لأننا لا نجد على وجه الأرض اليوم وفي التاريخ كيانا" سياسيا" لدين واحد أو عرق واحد أو طائفة واحدة وبناء عليه فلم يتحقق لهم ما يحلمون به .
٤. أن هذا الكيان رغم استعارته اسم نبي كريم " يعقوب " عليه السلام إلا أنه كيان بلا أخلاق إذ أول أخلاق الأنبياء الرحمة بالناس بل والمخلوقات كلها كما جاء في ديننا الاسلامي يوم سأل النبي محمد صلى الله عليه وسلم حين رأى حمامة ترفرف فوق عشها قائلا" :
من فَجَع هذه بولدها ؟ . إنه كيان لا علاقة له بأخلاق الإنسان ولا البشر المحترمين ولهذا وجدناهم قد قتلوا محمد الدرة وشيرين أبو عاقلة واليوم يقتلون في غزة الأبية ألفي طفل وألف امرأة وعشرات الإعلاميين ولم يصدر عن اليهود بيان يوضح لنا كم قتل من المقاتلين له حيث وصل عدد الشهداء خمسة آلاف شهيد . وهذا أمر لا نستغربه من هذه العقلية التي قام أجدادها بقتل الأنبياء.
٥. كشف طوفان الأقصى حالة الضعف والذل العربي والإسلامي الذي وصلت إليه أمتنا والتي تكتفي بالبيانات والاستنكارات والادانات رغم إيمانهم بقول الشاعر :
إن ألفي قذيفة من كلام
لا تساوي رصاصة من حديد .
٦. وكشف الطوفان اتحاد المتآمرين العالميين الذين أقاموا الكيان الغاصب وزودوه بكل ما يحتاج ويتعهدون بحمايته ولا يسمحون بمجرد صدور قرار يدين أو قرار يدعو لوقف إطلاق النار وهذا يكشف زيف حديث الغرب عن الحرية وحقوق الإنسان وحقوق المرأة والديمقراطية وبالتالي صارت شعاراتهم مكشوفة وعارية عن أي خلق او دين أو مبدأ .
٧. وبين لنا الطوفان أن الشعوب العربية والإسلامية والإنسانية فيها الخير وأنها لا تزال مع الحق وضد الظلم والقهر والاستعمار وان أمتنا تتمنى زوال الفرقة التي صنعها لنا الغرب وقام بعضنا بحماية الجريمة الغربية يوم رسخوا خطوط سايكس بيكو وتحولت الأقطار إلى سجون للشعوب التي تجاوز إيمانها بالوحدة ايمان السلطات الحاكمة .
٨. وكشف الطوفان أن الخط الإسلامي وطني بامتياز وانه محب لوطنه وتحرره واستقلاله وهذا ليس بجديد فالقسام شيخ سوري وعمر المختار شيخ ليبي وعبدالقادر الجزائري شيخ جزائري ، فلا يساوم أحد ولا يزاود أحد ، ففلسطين قدمت احمد ياسين والرنتيسي و ويحيى عياش ونزار ريان وعماد عقل وقوافل من أهل الدين الغيورين . إن هذا الاتجاه ثورة وطنية يجب ادخارها والحفاظ عليها لان الوطن اذا وقع تحت الظلم سينبري هؤلاء ليقدموا دماءهم رخيصة من أجل العزة والكرامة.
هذا بعض ما يمكن قوله من الكثير الكثير. رحم الله الشهداء وثبت الأحياء وشافى الجراح وهزم الأعداء أنه سميع مجيب .