صباح الجمعة.. أطلقت أول مفرقعة نارية صباحية، تبعها بدقائق صوت بكم «اسوزو» مبحوح يطوف القرية ليوقظ الطلبة النائمين، تبع البكم سيارة كيا «ون» تطلق زاموراً رفيعاً وتتجه نحو المدرسة الثانوية للبنات..ازداد ضجيج النتائج،نفض شلاش لحافه عن جسده..وتوجه إلى الكمبيوتر،الانترنت بطىء جداً، وموقع التربية يطبق على النتائج بأسنانه..
لا وقت للوقت كما قال محمود درويش، ارتدى ملابسه مسرعاً ثم توجه بخطى سريعة إلى مدرسته، على شبّاك المقصف المدرسي علّقت النتائج..نزل بأصبعه حتى وصل حرف « الشين»: شلاش راضي عايش سالم «الأبو يحيى» : اكمال رياضيات، وآخر إنجليزي، وثالث فيزياء، باقي المواد على الحافة تماماً.
في تلك الأثناء تمكن يحيى،وبمتابعة أم يحيى، واشراف عايش،و تحت رعاية الحجي..من استخراج علامات»شلاش» ومعرفة النتيجة قبل عودته الى البيت.لذا تجنّب الجميع الاحتكاك به، كي لا يزيد طين العتب بلّة الرسوب.
دخل شلاش غرفته بعد ان اشترى بطاقة امنية أم الدينار من دكان «كرمة العلي»،أخرج البطاقة ..شحن هاتفه، ثم بدأ بالاطمئنان على أبناء وبنات الحي:
- « الو مرحبا..اني شلاش..بس بدي اسأل نجح «ابن علي»..بالله سقط، طيب شكراً.
- «الو السلام عليكم...أني شلاش..بس حبيت أحكيلكوا «مُبارك» نجاح «حسني»..ما نجحش؟؟؟ بالله معه ماده؟ تاريخ!! طيب و»سوزان»؟؟ كمان تاريخ...؟؟؟
- «ألو مرحبا أني شلاش..بدي أسأل عن علامة «علي العبدالله «.. بالله .. بعده ما جابهاش؟..طيب شكراً..
وقبل ان يكمل على باقي أبناء الحي، دخل ابو يحيى على ابنه شلاش وهو ممتقع اللون، مسلوب الملامح..
أبو يحيى : خيرها بغيرها يابا، بس دير بالك الفصل الجاي!!
شلاش: أني اللي قاهرني ..حراث 18 سنة يضيع ب5 دقايق.
أبو يحيى: عادي يابا..هاي..في زعماء عرب حراث 20 و30 سنة،برضو طار ب5 دقائق...ع القليلة انت في دورة ع الصيف ممكن تعيد..بس همّه لأ.
ahmedalzoubi@hotmail.com
(الرأي)