facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




معاني خطاب الملك "الأقوى عربيا"


د.حسام العتوم
24-10-2023 08:16 AM

انفرد خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني "حفظه الله" في قمة القاهرة للسلام التي انعقدت بتاريخ 21 تشرين الأول الجاري / 2023 ، وبحضور القادة العرب ، وقادة الأمم المتحدة والغرب، بقوة مضمونه ومعانيه الدقيقة التي يحتاج سماعها الشرق العربي والأوسطي ، وكل العالم وسط الحدث الفلسطيني الذي انطلق من مقاطعة "غزة" ، وهو المأساوي على أهل غزة – أهل فلسطين – أهلنا ، البطولي من طرف المقاومة الفلسطينية الباسلة ، وليس من طرف حماس فقط ، ورغم قساوته وبروز عنصر المفاجئة والمغامرة فيه ، وهو الذي جاء ردة فعل على تطاولات " إسرائيل " على الأقصى ، و على أهل فلسطين و كرامتهم – شعب الجبارين – و بشكل متكرر منذ بدايات القضية الفلسطينية عام 1948 ، إلا أن ردة فعل "إسرائيل" مبالغ فيها ، و استهدفت تدمير بيوت الفلسطينيين على رؤوسهم، و قتل العديد منهم و في مقدمتهم الأطفال و بحجم وصل إلى حوالي ( 3000) طفلا ، و لسحق حماس – حركة المقاومة الفلسطينية الإسلامية ، و المبالغة في عدد قتلى " إسرائيل " لكسب تعاطف الغرب الأمريكي معها ، و هو المبرمج صهيونيا لمساندة " إسرائيل " طوعا ومن دون مقدمات ، وجاء خطاب جلالة الملك هاما و هادفا ، و باللغة الأنجليزية مباشرة التي يجيدها بإحتراف رفيع المستوى ، و لكي تصل رسالة العرب لأوروبا و لأمريكا ، أي للغرب الذي غدا مساندا لإسرائيل في هجومها المضاد على غزة ، وهو الذي يمثل ذات الوقت حلف " الناتو " مجتمعا . فماذا قال جلالته ، وعلى ماذا ركز ؟..

لقد تساءل جلالة الملك عن سبب الصمت الدولي بعد مرور إسبوعين على حرب غزة هاشم ، وكأن الأمر المأساوي و الصعب لايعنيهم هناك ، وطالب جلالته بضرورة الوقف الفوري للحرب و حماية المدنيين ، و إيصال المساعدات لهم ، وهو مطلب هام ن في وقته وزمانه ، و إنساني يكفل الحياة للجانبين المتضررين الفلسطيني و الإسرائيلي ، ومن شأنه وقف الكارثة التي تدفع نحو الهاوية ، و بدأ جلالة الملك خطابه الهام هذا بتحية المسلمين و العرب السلام عليكم و رحمة الله و بركاته " ، ليعرف العالم الخارجي بأننا أمة سلام ، و أظهر في خطابه العهدة العمرية في عهد الخليفة عمر بن الخطاب لأهل القدس عندما فتحها المسلون عام 636 للميلاد ، و ربطها بمرور أكثر من ألف عام على اتفاقية " جنيف " ( 1864/ 1949 ) تتناول حقوق الإنسان الأساسية في حالة الحرب ، و أورد جلالته نص العهدة العمرية ( بألا يقتلوا طفلا ولا إمرأة و لا كبيرا في السن ، وإلا يقطعوا شجرة و ألا يؤذوا راهبا ، و ألا يدمروا كنيسة ) ، و دعا جلالته لتطبيق قواعد الأشتباك عن المسلمين و الألتزام بها .

وللحقيقة أورد شخصيا هنا بأن الفرق بين المقاومة الفلسطينية الممثلة بحماس و بغيرها من التنظيمات الفلسطينية ، وهي الواقعة تحت الأحتلال ، و بين مستعمرة " إسرائيل " المحتلة لفلسطين و لأراضي العرب منذ عام 1967 ، تماما كما المسافة بين المظلوم و الظالم ، بين صاحب الحق و المتطاول على الحق وضح النهار ، وفي الوقت الذي استهدفت فيه حماس بداية بتاريخ 7 أكتوبر ( إسرائيل ) لسبب ليس آني و إنما تراكمي منذ عام 1948 ، وكان الأستهداف مباشر للعسكرة الإسرائيلية ، جاءت ردة فعل " إسرائيل " هائجة شاملة لحماس والفصائل الفلسطينية الأخرى ، و لبيوت الفلسطينيين الآمنين الغلابى ، و لم تفرق بين مسلح فلسطيني و بين مدني ، فقتلت و لا زالت تمارس قتل الفلسطينيين المدنيين و تبالغ في أرقام قتلها ، لتحقق نصرا سرابيا لن يتحقق لها ، فالنصر يصنعه القانون الدولي و السلام العادل و ليس الألة العسكرية، وها هي " إسرائيل – نتياهو تهدد (حزب الله ) أيضا إن شارك في الحرب ، و رسالة فرنسية رسمية للحزب لكي يلتزم الصمت ، و مجزرتي " المعمداني " و كنيسة القديس ( بروفيريوس ) في غزة – إسرائلية - بإمتياز .

وأعرب جلالة الملك عن غضبه و حزنه بسبب أعمال العنف واستهداف المدنيين الأبرياء في غزة و الضفة الغربية و إسرائيل، و اعتبر ذلك انتهاكا فاضحا للقانون الدولي و الإنساني و جريمة حرب، وطالب بعملية سياسية تأخذ إلى سلام عادل على أساس حل الدولتين في زمن تحول حل الدولتين إلى يأس على مدى الخمسة عشر سنة الماضية، ومكن المتطرفين من الجانبين . و هو خطاب إنساني و حضاري رفيع المستوى و متوازن حسب تقديري ، و يأتي في وقته و زمانه ، وحالة العنف و استهداف المدنيين لازالت تتكرر ، و تبالغ ( إسرائيل ) في قتل المدنيين الفلسطينيين ، و تواصل هدم بيوتهم و تقصفهم و تبقيهم في العراء من دون رحمة ، بينما تعمل المقاومة الفلسطينية على الدفاع عن نفسها ، و تطلق سراح الرهائن لحالات إنسانية ، و يضغط الغرب من أجل إطلاق سراح كافة الرهائن لتسرع العملية البرية العسكرية الإسرائيلية التي تعتقد ( إسرائيل ) ومعها الغرب ، أي ( الناتو ) بقدرتها على تصفية حماس – القسام ، وهو المستحيل بطبيعة الحال ، و المقاومة الفلسطينية لا يمكن اختصارها بحماس ، فهي متشعبة ( فتح ، و جهاد ، و سرايا القدس ، و فدا ، و صلاح الدين ، و أبو علي ،و الديمقراطية ، و الشعبية ، و التحرير ،و الصاعقة ، و النضال الشعبي ) ، و( حزب الله ) الأقوى تسليحا جاهز عندما يدق جرس الخطر وسط حركات التحرر العربية ، ولو امتلك العرب أو إيران قنبلة نووية على غرار" إسرائيل " لما استطاعت " إسرائيل " المستعمرة النازية المجرمة التطاول على أهل فلسطين – أصحاب القضية العادلة – أصحاب الحق و التاريخ ، و لما ساند الغرب الأمريكي " إسرائيل " بكل تأكيد .

ولقد لفت جلالة الملك الانتباه لتراجع إهتمام العالم التدريجي ، كلما تزداد وحشية الأحداث ، و في أي مكان أخر تستهدف فيه البنية التحتية للمدنيين ، والحرمان المتعمد للسكان من الغذاء ، و الماء ، و الكهرباء ، كان العالم ليدين الأستهداف ، و مساءلة الفاعل فورا ، و في غزة صمت دولي ، و الرسالة التي يسمعها العرب هي أن حياة الفلسطينيين أقل أهمية من حياة الإسرائيليين ، وتطبيق القانون الدولي انتقائي ، و حقوق الأنسان لها محددات الأعراق و الأديان . و تعليقي هنا وكما أعتقد ، و قد أكون مخطأ أو على صواب ، و الله أعلم ، هو أن جلالة الملك قصد إهتمام العالم ، الغربي خاصة بحدث الحرب الروسية – الأوكرانية ومع ( الناتو ) بالوكالة و تفسيراتها ، بينما إبتعد عن حرب غزة ، و بكل تأكيد الغرب يسير حيث تسير أمريكا و مشاريعها الخاصة بالحرب الباردة و سباق التسلح ، و هناك في أوكرانيا مثلا لم يفهموا روسيا و قصدها من دخول أراضيها التي هي أحقية تاريخية ، و بسبب سوء استخدام الأستقلال عن الأتحاد السوفيتي و الخروج عن اتفاقيته التي تمنع التحالفات الأجنبية و في مقدمتها مع " الناتو " المعادي لروسيا الأتحادية زعيمة الأتحاد المنحل ، و في موضوع غزة ، المعادلة واضحة بين من يمارس الأحتلال وبين من يخضع للأحتلال . و حياة الفلسطينيين لا تقل أهمية عن حياة الإسرائيليين ، و كرامة الأنسان و حياته غالية لا تقبل القسمة على إثنين.

لقد بدا جلالة الملك حازما عندما دعا في خطابه هذا المتميز إلى الوقف الفوري للحرب على غزة ، و لإيصال المساعدات الإنسانية لأهل القطاع ، و لرفض التهجير القسري ، وكلها رسائل ملكية جادة أصغى لها الغرب ، و الأمم المتحدة ، و كل العالم ، و استغرب جلالته عدم محاسبة "إسرائيل " ، و توقع مواصلة دوامة العنف ، و وضع النقاط على الحروف ، عندما أعلن بأنه لايوجد حل عسكري لمجرد مخاوف أمنية ، و بأنه لا يجوز تهميش خمسة ملايين فلسطيني تحت الأحتلال ، مؤكدا بأن حياة الفلسطينيين لا تقل أهمية عن حياة الإسرائيليين ، و بأن الظلم لا يدوم ، و بأن الوقت حان للعمل .

وفي الختام هنا أحيي جلالة الملك عبدالله الثاني على وقفته المشرفة في كافة المحافل الدولية ، و في قمة القاهرة للسلام إلى جانب أهل فلسطين و قضيتهم العادلة الواجب أن تفضي لحل الدولتين ، الفلسطينية و عاصمتها القدس الشرقية ، و الإسرائيلية في الجوار ، و أضيف هنا بأن حق العودة أولا و التعويض ثانيا يشكل جزءا هاما وسط معادلة القضية الفلسطينية العادلة الواجب تفعيلها ، و أن أوان أن يعيد النظام العربي السياسي ترتيب أوراقه المتعلقة بموقف الغرب الأمريكي السلبي من الفلسطينيين في غزة و في رام الله ، و أن أوان إحداث توزان بين أحادية القطب بقيادة أمريكا ، و بين عالم متعدد الأقطاب إيجابي بقيادة روسيا الأتحادية صاحبة الموقف المشرف مع القضية الفلسطينية ، و حاليا بالدعوة عبر مجلس الأمن لوقف القتال في حرب غزة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :